الرباط - وكالات
في كتابه الجديد «تشومسكي حول الفوضوية»، الصادر بالإنجليزية عن دار «ريد هاويو وانت»- 2013، يتابع هذا المفكر جولة جديدة من القتال الضاري ضد الرأسمالية في أشكالها المتوحشة. ويشتمل على محاضرات أكاديمية ودراسات ومقالات وقراءات عميقة في هذه الفلسفة لم تبصر النور من قبل. إضافة إلى مواد أخرى منشورة، لكن منقحة وموثقة انسجاماً مع تطورات الرأسمالية في العقد الثاني من الألفية الثالثة. الكتاب، في مناخه الفكري ومناقشاته الفلسفية، موجه، أولا وأخيرا إلى النزاع المزمن مع السلطة السياسية في الولايات المتحدة وبارونات المال والأعمال والكارتيلات العملاقة والشركات الأمريكية ذات التنظيم المافياوي في الهيمنة على مقدرات البلاد. ويلقي تشومسكي، في فضاء الكتاب، بجعبته الفلسفية، جاعلاً من الفوضوية الإنسانية بديلاً للرأسمالية المتوحشة. الفوضوية التي تنطوي، في حركتها الداخلية، على توق غريزي للفرد الأمريكي، والفرد في أي مكان آخر في العالم، إلى الحرية الكامنة في الفطرة الإنسانية. يقارب تشومسكي هذه الفلسفة «الغامضة» من زاوية أنها تشكل في حد ذاتها منفذاً محتملاً يقود الأفراد إلى خارج المتاهة المخيفة التي ابتكرتها الرأسمالية المتوحشة سجناً مقفلاً يعيش الفرد فيه ويموت.