القاهرة - وكالات
صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د/جمال التلاوى ضمن سلسلة تاريخ المصريين "الوعى السياسى عند قدماء المصريين" للدكتور فايز أنور عبد المطلب فى أربعة فصول تحدث عن العناصر الأساسية لمشكلة الوعي السياسى فى مصر القديمة والوضع السياسى وعلاقة الشعب بالوضع السياسى والخلل الادارى فى مصر القديمة. ففى الفصل الأول تناول دراسة العناصرالأساسية لمشكلة الوعى السياسى فى مصر القديمة حيث انقسمت العناصر إلى شرعية النظام الملكى ودوره ودور الفكر الدينى المتمثل فى وجود العادات والتقاليد ومعرفة الحقوق والواجبات . فالمجتمع المصرى القديم ينقسم إلى طبقات مختلفة حيث تربع الملك منفردا على قمة الهرم الاجتماعى الذى من واجبه تطبيق العدالة وحفظ الاستقرار فى البلد، فالطبقة العليا وتتكون من الملك وأسرته وحاشيته والوزراء، أما الطبقة الوسطى تتكون من الموظفين وصغارك ملاك الأراضى الزراعية والفنانين والصناع والكتبة وصغار الضابط والتجار، أما الطبقة الدنيا تتكون من عمال الزراعة والصناعة والصاديين والملاحين والرعاة والخد م والعبيد . أما الفصل الثانى عن الوضع السياسى للشعب المصرى القديم فى الدولتين القديمة والحديثة حيث ارتباط الدين بالدولة على مدار التاريخ المصرى القديم ونتج عن ذلك ارتباط فعلى بين السلطة للملك وبعض المعبودات الرئيسية وبذلك أصبحت مكانة الملك مقدسة بترسيخ الاعتقاد لدى بعض المصريين بأن الملك استمرار وامتداد للمعبود الخالق ومن هذا أصبح على الملك واجبات يجب أن يؤديها لتلك المعبودات مقابل العديد من الحقوق والمميزات التى يتحصل عليها فى شكل مصالح بين المعبودات والشعب وهو الذى يؤدى الطقوس والشعائر للإلهة ومن هنا استغل الملوك سلطانهم الدينى والروحى أوسع استغلال لتنفيذ رغباتهم وتشييد منشأتهم حتى اعتقد أفراد الشعب أن هؤلاء الملوك سيكون لهم نفس الدور فى الحياة الثانية كما كان لهم فى الحياة الدنيا سواء بسواء ومن ذلك يتضح أن الشعب نظر إلى الملك أن الملك مصدرا من مصادر التشريع للشعب وهو الذى يرع مصالحهم ويحقق لهم الخير والرفاهية والسلام وذلك باعتبار أن الملك يحكم بصفته الإلهية متصلا بالقوى الإلهية الصانعة لكافة متطلبات الاستقرار والأمان والإنتاج الاقتصادى . وفى الفصلين الثالث والرابع درس نظرة المصريين القدامى للخطر الخارجى وطرد الهكسوس، فاحتلال الهكسوس لأرضه وهى أرض الإله، وبناء على هذا الاعتقاد أصبح الناس هم فقط الذين يسكنون مصر وعليه فقد اكتسبت مصر حماية إلاهية جعلت أهلها لا يتوقعون غزوها وجعلت هذا الغزو بعد ذلك فى صدمة ضربت تلك التوقعات ، فالمحن العسكرية التى مرت بها البلاد منذ احتلال الهكسوس قد غيرت من الأوضاع الاجتماعية وسحب البساط من تحت أقدام الطبقة العليا وأصبحت الطبقة العسكرية ذات مركز مرموق فى البلاد يسعى للوصول كما تحدث المؤلف عن الخلل الادارى وبسبب ضعف الإدارة وعدم فدرتها على حماية البلاد تعرضت البلاد لأزمات كثيرة بمعنى إذا ضعفت السلطة الملكية انقلب عليها الشعب ، وهذا إن دل يدل على مدى وعى الشعب المصرى القديم بدوره السياسى فى عملية إدارة البلاد وإصلاحها ومقاومة الظلم والفساد، الأمر الذى يبرهن على أن الحضارة المصرية القديمة نتاج جهد كل أبناء الشعب فى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية والعسكرية.