الرباط - وكالات
أثار كتاب «ابتهالات الحاج، رحلة الموريسكي الأخير إلى مكة المكرمة» للباحث العراقي المقيم في إسبانيا عبدالهادي سعدون، الصادر عن دار سنابل بالقاهرة، قضايا مهمة تتعدى مضمونها الذي تحتويه بين دفتيها. والكتاب يتضمن قصيدة ملحمية مطولة لرحلة إلى الأراضي الحجازية قام بها أحد الموريسكيين يحكي فيها تفاصيل ما قابله من صعاب وما عاشه من لحظات روحية ومادية خلال بحثه عن الطواف حول الكعبة متخفيا عن أعين محاكم التفتيش الإسبانية التي كانت تطارد الموريسكيين وتحاكم من تثبت عليه تهمة البقاء على دين الإسلام. في هذا الكتاب يقدم المؤلف إلى جانب ترجمة القصيدة دراسة حول حياة الموريسكيين في إسبانيا، وكيفية ممارسة حياتهم في ظل تقلبات سياسية داخلية وخارجية إلى أن صدر قرار الترحيل النهائي لهم أو لمن تبقى منهم، وكيف أن بعض الموريسكيين تمسك بوطنه معلنا تنصره، ولكن ما أن تسنح له الفرصة للحج إلى بيت الله الحرام حتى يسرع لانتهازها. ودون بعضهم رحلات الحج أو زياراتهم إلى بلاد إسلامية بغرض الإبقاء على علاقتهم بأهلهم إلى أن يأتي يوم يستعيدون فيه مسار حياتهم العادي. مما جاء في هذه القصيدة: هناك تستقر محاريب أربعة، بعدد مذاهبنا: كذلك أربع منارات، شاهقة، رائعة، مدهشة، الأربع منها، بعدد أئمتنا الأربعة. فضائل البيت بالآلاف، أشياء خارقة لا توصف. والخامس منها التالي، حيث يستقر زمزم، ينادى فيها للصلاة: والتي فيها يتم الشفاء، والأشياء التي تصنع فيها والتسبيح الذي يُذكر فيها يتعجب لها البشر.