القاهرة - وكالات
يلتف الطفل ببطانيته القديمة المهترئة .. يتمدد بين ذراعها فيما عدا رأسه التى لم تجد لها نصيباً من مساحة البطانية وظلت فى نباح طوال الليل، وفى الصباح استدرجته نقوش تعلو جاره الملاصق له طوال النوم.. ذلك الجدار القديم الذى يحيط به القصص الملطخة بالذكريات.. نقوش قديمة وكأنها سيدة معمرة منحولة الجسد.. ينشح بالمــاء مثل بئر ينادى العطشى.. تحولت مكوناته من الطين اليابس المتماسك إلى الطين المتفرق الذى لا يجمع بين حباته شىء سوى أن الرياح لم تجد طريقاً إليه .. بين اليقظة والنوم.. يحرر عينيه من عصابة الخمول.. يفرك الجدار بيديه ليتساقط من بين أصابعه حبات حبات.. يفكر منشغلاً وهو يرتل بشهية مفتوحة أناشيد أحلامه.. ما هو اللون الذى اختاره لجدار القصر؟! .. وفى أى بلد فى العالم سوف أقضى رأس السنة! ... ثم نادى صوت من بعيد.. أحمد أحمد .. تداخل مع ما يردده أحمد .. أخضرٌ أخضرٌ - مصر مصر .. نظرت إليه الأم قائلة: يبدو أنه داؤنا الذى لم نشف منه أبدا! .. قــم يا ولدى! .. المطر يشتد .. نتشرد! .. اخرج ملابسك والإخوان، والحق بنا عند بيوت الإيواءْ.