القاهرة ـ أ ش أ
"بين يدي حضرة مولانا القارئ شهادتي المتواضعة على السنوات القليلة الساخنة التي ارتبطت بالثورة (قبل وبعد)، ولأن السياسة بشكل عام مهلكة – على رأي عمنا صلاح جاهين – رأيت أن أرش عليها هنا بعض المكسرات وأسكب عليها قليلاً من العسل لعلها تصبح شهية المذاق وخفيفة على المعدة، كما زينتها بحبات الكريز لعلها تسر الناظرين، رغم علمي بقلة حيلة (الماشطة) في مواجهة (الوش العكر)".في كتابها الجديد "سياسة بالمكسرات" الصادر عن دار "بيت الياسمين" بالقاهرة، تسجل الكاتبة هبة عبدالعزيز شهادتها الساخرة على العديد من الأحداث والمواقف التي باتت تشكل الملامح الأساسية لثورة 25 يناير كما ترسم العديد من البورتريهات الكاريكاتورية لنجوم المشهد السياسي في مصر حاليا.الكتاب ينقسم إلى جزأين الأول بعنوان "سياسة بالمكسرات" ويضم 31 مقالا منها حرب الملابس النسائية، نقاب ولا بكيني، عزيزة والمخلوع، ستات حول الرئيس، أم أيمن كمان وكمان، التراس إخوان، مرشحتكم للرئاسة.الجزء الثاني من الكتاب يحمل عنوان "كيد النسا" ويضم 38 مقالا منها بلطجة غنائية في الحي الهادئ، لا مؤاخذة يا حج، مبارك يا زعيم، بولوتيكا ومقالب انتيكا، ست بميت راجل عربي، حلاوتك يا كينج، عانس وافتخر.وبينما يختص الجزء الأول بالشكل السياسي، يغوص الجزء الثاني في أعماق قضايا اجتماعية ونسائية وفنية متنوعة كما في مقال "كرشك لوحده مش كفاية" حيث تتوجه المؤلفة بالنصيحة إلى كل صاحب كرش قائلة:الأجدى بك يا "مكروش أفندي" أن تلقي نظرة واحدة على هذا الكيان الذي تربى في عزك واتنفخ على الغالي ليحوي بين طياته كل ما لذ وطاب من اطعمة اعدتها لك المدام، داعيا المولى عز وجل أن يلهمها الصبر والسلوان.تتسم لغة المؤلفة بالمزج الفريد بين الفصحى والعامية، والقدرة على الوصول الى لب المفارقة وسط احداث مرتبكة وشخصيات تفيض بالمتناقضات، كما تلجا أحيانا الى تطعيم مقالاتها بلغة تراثية تضفي مزيدا من التشويق والكوميديا، واللافت هو قدرة الكاتبة على نحت العديد من المصطلحات المبتكرة شديدة الخصوصية والتي تبدو وكأنها تحمل بصمة خاصة لصاحبتها.