الرباط ـ المغرب اليوم
صدرت حديثا للكاتب ابراهيم حريري،روايته الثانية، بعنوان "محجوبة"، عن دار "أفريقيا الشرق" في الدار البيضاء. والرواية، التي تقع في 165 صفحة من القطع المتوسط، تبني عالمها في مرحلة ممتدة من مغرب الحماية إلى ما بعد الاستقلال، حيث يرسم المؤلف مصائر شخصياته ضمن خلفية تاريخية حفظتها النصوص المدونة والإرث الشفاهي.
وبصيغة النص داخل النص، تحكي الرواية بقلم عائشة إبنة المحجوب قصة علاقة الحب التي جمعت والديها، المحجوب ومحجوبة، ومساراتها الدرامية في سياق سياسي مختلف، طبعه تسلط "قياد" مستبدين في مناطق مختلفة من المملكة، تحت رعاية المستعمر الفرنسي، هي مغامرة تفتح خزائن الذاكرة المأساوية لزوجين عانى كل منهما ويلات النهب والتنكيل من قبل مستبدين استباحوا الأعراض والممتلكات وتجبروا على الخلائق إرضاء لنزوات مريضة.
بلغة سردية بسيطة وسلسلة، تتكئ على معرفة دقيقة بالعوالم الاجتماعية والثقافية والطقوسية في منطقة الشياظمة، فضاء الأحداث، تقتفي الرواية مأساة "محجوبة"، سليلة الأسرة النبيلة التي شهدت في طفولتها "تتريك" ممتلكات والدها على يد "القايد أحمد"، لتكبر فيها المأساة عقدة ولعنة ذهبت بعقلها وعكرت صفو حياتها، التي شاركها فيها "المحجوب"، الرجل الذي وجد في العمل الوطني ملاذًا يشبع رغبته في المساهمة في طي صفحة الظلم والاستبداد.
ويلخص المقطع الذي يرد على غلاف الرواية هذا المسار السردي: "هكذا كان يناجي المحجوب محبوبته. دائم البحث عن أثرها. أنى وجدها عارية يدثرها. وفي رحلة التيه، كان يوصل رسائل الوطنيين، وحيثما مر يسمع عن مقتل أحد الجنود الفرنسيين أو أحد أعوانهم. هيئة 'الهبيل' التي صار عليها جعلته مسخرة مجالس القايد ومطلب الوطنيين لترصيص صفوفهم وطرد فرنسا وأذنابها، ليستعيد ما اغتصب منه ومن زوجته".