الرباط – المغرب اليوم
تعززت المكتبات الثقافية المغربية والجامعية المتخصصة مؤخرا بإصدار جديد للباحث محسن الندوي، بعنوان "الصحافة المحلية في المغرب.. تطوان نموذجا". ويسلط الكتاب، الذي تم نشره من طرف مكتبة سلمى الثقافية، الضوء على "التحديات" التي واجهت الصحافة المغربية في نشأتها وخاصة الصحافة المحلية بتطوان، ودورها في اشعاع الثقافة والحضارة المغربيتين والدفاع عن الهوية الوطنية والمساهمة في توعية المواطنين المغاربة بقضاياهم وملامسة شؤونهم السياسية والاجتماعية وغيرها.
واعتبر الكاتب أن الاشواط التي قطعتها الصحافة في بداياتها والقضايا التي آثرتها آنذاك تعد مادة علمية خصبة تستوجب الدرس والتحليل، وكذا وتوجيه أدوات البحث والتحليل لهذه المرحلة الاستعمارية لتوثيق نشأة الصحافة المحلية بتطوان، وتشخيص وضعها و تحديد أهدافها وتحدياتها، ويهدف هذا الإصدار الجديد، حسب مقدمة الكتاب، إلى المساهمة في حفظ وتوثيق ما صدر من الإنتاج الصحفي المحلي، والذي شكل مصدرا أساسيا ومستمرا للتاريخ، له قيمة تاريخية وعلمية وأخلاقية وتوثيقية، تتطلب الاهتمام لتعريف الأجيال الصاعدة بالدور الذي اضطلعت به في مرحلة الاستعمار للدفاع عن قضايا المغرب الأساس ومواجهة الأساليب الاستعمارية التي كانت تسعى الى طمس الهوية الوطنية والدينية والحضارية.
يتبع الكاتب منهجين علميين في تناول مواضيع الكتاب من الناحيتين التوثيقية والوصفية، فهو توثيقي من حيث محاولته لفت الانتباه ل"ظاهرة الفراغات والنقص الكبير الذي يعتري توثيق الصحافة المغربية وخاصة المحلية منها"، وهو وصفي هدفه "توفير درجة معينة من المعرفة عن الظاهرة الصحفية بمدينة تطوان، لتمهيد السبيل لبحوث ودراسات لاحقة أكثر عمقا وشمولية".