القاهرة - المغرب اليوم
أقام معهد جوته الألماني بالقاهرة، مساء أمس الثلاثاء، ندوة عرض ومناقشة رواية "حياة" للألماني ديفيد فاجنر الصادرة عن شركة المطبوعات اللبنانية بترجمة الكاتب سمير جريس مدير الندوة، ومشاركة الكاتب الشاعر الدكتور علاء خالد، تحت عنوان "الكتاب يتحاورون".
وقال فاجنر، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه سعيد بترجمة روايته للغة عالمية مثل العربية وعلى يد مترجم قدير مثل سمير جريس، مضيفا أنه "بالنسبة لكاتب ألماني هي خطوة غير عادية.. أشعر الآن أنها رواية جريس بنسختها العربية".
وحول فكرة روايته، أشار فاجنر إلى أن وجوده في المستشفى كان "تجربة وجودية"، لافتا إلى أن هذه الخبرة أعطته وقتا للتفكير والتأمل في الوجود، وأوضح أن المستشفى دار الحكايات وإثبات لمعنى الحياة إذ أن "المريض يشعر داخلها بتعثر الوقت، الوقت الذي هو الانتظار للتعافي".
واستهل جريس الندوة بطلبه من الكاتبين قراءة مقتطفات من رواية كل منهما، بدأ فاجنر قراءة نص روايته بالألمانية ثم تلاه علاء خالد، بفقرات حول تجربة كل منهما على جهاز الأشعة المغناطيسية.
وأشار جريس إلى أنه يمكن إقامة حوار بين الكاتبين من خلال النص الروائي في كل كتاب.بدوره، قال الكاتب علاء خالد إنه قرأ نص فاجنر واصفا إياه بـ"الملهم".. مضيفا "وشعرت بتوارد الأفكار بيني وبينه فعالم المستشفى يسيطر عليه".وتابع خالد حديثه حول "زمن المستشفى" وكيف يؤثر على وجدان الفرد..مستخدما سطرا من روايته واصفا ذلك الزمن بـ "مطبخ كوني تطبخ فيه وجبات الموت والشفاء".
وعن التجربة الأدبية بين الشعر والرواية والدافع وراء اختياره لشكل السرد، ولماذا أعاد كتابة نفس الموضوع بعد إصدار ديوان شعري حوله، قال خالد لـ"وكالة أنباء الشرق الأوسط" إن "الحس الشعري موجود، والتجربة الحياتية هي ما تفرض شكل وطابع العمل الأدبي، كما أنه لا يوجد تعارض في معالجة المعنى شعرا ونثرا في آن واحد، إذ أن صدق الحالة الشعورية ينفي وجود التكرار".
ناقشت الندوة نقاط التواصل بين الرواية الألمانية التي تدور حول معنى الحياة لأحد المرضي الذي يحتاج لعملية زرع كبد وبين كتاب الشاعر علاء خالد "مسار الأزرق الحزين" الذي يعالج تجربة ذاتية للكاتب تتناول نقطة مشابهة حول مفهوم "الحياة" أيضا.
يذكر أن رواية "حياة" للألماني ديفيد فاجنر تحدث فيها الكاتب عن تجربة زرع عضو جديد في جسده، وعن شعوره بهذا العضو الجديد، الغريب، وأفكاره حول الإنسان الذي وهبه – بعضوه – حياة جديدة، وهو الذي أوشك على الموت بكبده العليل، وهي التجربة الأدبية الفريدة التي يتناولها فاجنر في روايته التي يصف فيها الأيام التي قضاها في المستشفى بين الحياة والموت.
كذلك، بين الحياة والموت رقد أيضا الشاعر السكندري علاء خالد في غرفة الإنعاش، لإجراء عملية بسيطة، لكن الجراح المعالج ارتكب خطأ جسيما كاد يودي بحياته، وعقب نجاته كتب "مسار الأزرق الحزين" تأملاته حول هشاشة الوجود البشري.
أقيمت الفعالية في قاعة الفعاليات بمعهد جوته بالقاهرة، ومن المقرر أن تقام الندوة الثانية بمقر المعهد في الإسكندرية، غدا الأربعاء بمنطقة الأزاريطة.