الرباط - المغرب اليوم
صدر لمحمد الشبة، الكاتب المغربي أستاذ مادة الفلسفة، كتاب جديد موجّه إلى تلاميذ الفلسفة وأساتذتها بعنوان: "منهجية الكتابة الإنشائية الفلسفية"، عن دار القرويين للنشر والتوزيع.
ويسعى الكتاب الجديد، حسب مقدّمته، إلى "تمكين تلاميذ البكالوريا على الخصوص، وكل الراغبين في تعلم آليات التفكير والكتابة الفلسفية على العموم، من التغلب على الصعوبات المتعلقة بتطبيق قواعد منهجية الكتابة الإنشائية الفلسفية".
ويذكّر الشبة في مقدّمة كتابه بأن ما ينتظر من التلاميذ، سواء في الفروض المحروسة أو في الامتحان الوطني، هو كتابة إنشاء فلسفي انطلاقا من الاشتغال على النص المرفق بمطلبي التحليل والمناقشة، أو القولة المذيّلة بسؤال، أو السؤال الإشكالي المفتوح، مع استخدام الكثير من المهارات قصدَ التفوق في إنجاز كتابة إنشائية بالمواصفات والشروط المطلوبة.
ويتجلّى هدف الكتاب في تقديم بعض القواعد والآليات والتوجيهات والتطبيقات المنهجية للتلاميذ، من أجل مساعدتهم على كتابة إنشاءات فلسفية مطابقة لروح التفكير الفلسفي نفسه، عن طريق عرض نظري لِأهم الخصائص التي بدونها لا يمكن الحديث عن كتابة إنشائية جيدة، ومن أهمها: التفكير الذاتي الحر والمبدع، والتحليل الدلالي والحفر المفاهيمي، والتماسك المنطقي، والهاجس الإشكالي النقدي، وتشخيص الأفكار الفلسفية من خلال الأمثلة، والصدق في التعاطي مع الإشكال الفلسفي..
ويتضمّن الكتاب أيضا، حسب تقديم المؤلّف، "عرضا نظريا لمنهجية الكتابة الإنشائية الفلسفية للنص والقولة والسؤال المفتوح، مع تتبع مراحل إنجازها منذ التسويد إلى الكتابة في ورقة التحرير"؛ مع تناول المكوّنات الأساسية للإنشاء الفلسفي المتجلّية في المقدمة، والتحليل، والمناقشة، فالخاتمة.
كما يوفّر الكتاب، حسب المصدر نفسه، توجيهات منهجية مستخلصة من ملاحظات الكاتب على كتابات إنشائية تلاميذية، بهدف رصد جوانب ضعفها والعمل على تجنبها من جهة، والوقوف عند جوانب قوتها والعمل على تعزيزها من جهة أخرى، مع التوعية بالأخطاء الشائعة في الكتابة الإنشائية الفلسفية لدى تلامذة البكالوريا، لتجنُّبها لاحقا.
ويقدّم الكتاب الجديد نماذج من الامتحانات الفلسفية في الباكالوريا المغربية؛ من أجل الاطلاع عليها، والتمرن على الكتابة الإنشائية انطلاقا من الإجابة عنها، واستثمارها كموارد بالنسبة للمدرسين، مع الرهان على "موهبة المدرس وموهبة بعض التلاميذ النجباء، التي أنتجت كتابات فلسفية استُطيع، انطلاقا منها، استخلاص جملة من المبادئ والقواعد والمهارات التي تمنح للكتابة الإنشائية الفلسفية الجودة والتميز".
ولا يتوجّه الكتاب فقط، حسب مقدّمته، إلى التلاميذ، بل يتوجه أيضا إلى مدرسي الفلسفة، وكل من يريد التمرن على مهارات وآليات الكتابة الفلسفية، من أجل خلق نقاش حول القضايا المطروحة، "على أمل المساهمة في تذليل الصعوبات المتعلقة بالكتابة الإنشائية الفلسفية، وتعميم أدوات وآليات التفكير الفلسفي كتفكير يقوم على النقد والفحص والحجاج، والتسامح والقبول بالاختلاف، والاستقلالية في التفكير والتجرؤ على استعمال العقل"، في استحضار لدعوة الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط في مقالته الشهيرة المعنونة بـ"ما الأنوار؟".