القاهرة - المغرب اليوم
عن منشورات جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، سلسلة أعمال المجموعة المغاربية للدراسات التاريخية والحضارات المقارنة، صدر للباحث والأكاديمي المغربي الأستاذ إبراهيم القادري بوتشيش كتاب جديد تحت عنوان "الأقلية الإسلامية في صقلية بين الاندماج والصدام وصراع الهوية، مساهمة في دراسة تاريخ الأقليات".
يشكل هذا الكتاب إسهاما في تاريخ الأقليات، من خلال رصده أوضاع الأقلية الإسلامية في جزيرة صقلية إبان الحكم النورماني، وجعله في منطقة الضوء بعض القضايا المغمورة كمحاولة اندماجها وتعايشها في مجتمع يختلف عن المجتمع الذي كانت فيه صاحبة السيادة.
ويتضمن المؤلف سبعة مباحث؛ خصص المبحث المدخلي لتأطير مفهوم الأقلية تأطيرا نظريا على المستويين الفقهي والسوسيولوجي، بينما عالجت المباحث الموالية وضعية الأقلية الإسلامية اجتماعيا واقتصاديا في ظل الإقطاعية النورمانية السائدة آنذاك.
ويتطرق إلى ما تمخض عن تلك الحقبة من تحولات أحدثت هزة في هيكلة وبناء المجتمع الصقلي، وتغيّرا في خريطة انتشار هذه الأقلية في المدن والأرياف ومصادرة لأملاكها، وتحوّل مجموعة منها إلى رقيق، فضلا عما تعرضت له من تنصير ومحاولات لطمس الهوية، رغم صورة التسامح والحماية التي كان البلاط الصقلي يسعى إلى تأثيثها.
كما عرّج الكتاب في المباحث الأخرى على الخدمات الإنتاجية والمعرفية والفنية والتقنية والعسكرية التي ساهمت بها الأقلية الإسلامية في تنمية المجتمع الصقلي، وما طالها مع ذلك من محن واضطهادات أميط اللثام حول آثارها النفسية المتمثلة في انعدام الأمن الروحي، والشعور بالاغتراب والعزلة، والإحباط والقلق، مما ساهم في هجرة اللاعودة من "دار الكفر" إلى "دار الإسلام".