القاهرة - وكالات
صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب الجزء الثانى من "أفراح الصعيد الشعبية" جمع وتفسير درويش الأسيوطى فى جزأين؛ الجزء الأول يشمل على حنين الحُجاج وهو تجميع لأغانى الحُجاج والمدائح التى تغنيها النساء بمناسبة حج البيت الحرام بمكة وزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام بالمدينة. وتتميز أغنيات الحنين بمجموعة من الخصائص الفنية التى تشترك فيها مع الأغنيات الشعبية الأخرى بل مع الأدب الشعبى بعامته منها بساطة تركيب البنية الشعرية للأغنية – ثبات البنية الإيقاعية فالأغنيات ككل الأدب الشعبى مجهولة المؤلف –التكرار اللفظى والمضمون– حركية الأغنية ومرونتها – جماعية الأداء للأغنية، فالبنية الشعرية لقصيدة الحنين تتكون من عدة مقاطع قد تتراوح بين المقطعين والخمسة مقاطع فى القصيدة الواحدة. أما الجزء الثانى من الكتاب يتحدث عن ليالى الحنين واستقرار المسلم على الحج حيث البدء فى تدبير المبالغ اللازمة لرحلة الحج، وكان فى نهاية أربعينات القرن العشرين كان المطوفون والأدلاء من أبناء الحجاز يقصدون مع الاحتفال بمولد النبى عليه الصلاة والسلام المدن والقرى المصرية للترويج لنشاطهم الموسمى ويلتقون بالراغبين فى الذهاب إلى الحجاز لأداء مناسك الحج ثم تنشغل النساء طوال الفترة التى تسبق السفر إلى الحجاز. وكان السفر حتى نهاية القرن التاسع عشر يتم على ظهور الإبل وبعض الحجاج ذهبوا إلى البيت الحرام ماشيا ومتى استقر قرار الراغب فى الحج للقيام بالرحلة يشترى الراحلة إذا لم يكن لديه راحلة يربيها فى بيته ومع بداية شهر رجب يبدأ الحجاج المصريون فى الاستعداد للسفر بشراء ملابس الإحرام التى تتطلبها الرحلة المقدسة وفى العادة يتم شراء الملابس فى شكل أقمشة فطول الرحلة قد يبليها، خاصة ملابس الحج، ثم يليه موكب المسامحة والذى يقوم فيه الحاج بإيفاء الناس حقوقهم المادية والمعنوية سواء كان من صلة الرحم أو النسب والقرابة والجيران والأصدقاء، وكل خطوة من هذه الخطوات تصاحبها الأغنية الجماعية التى تغنيها النساء تعبيرا عن المشاعر قبل الرحلة وأثناء الرحلة وبعد الرحلة المقدسة.