ورزازات - المغرب اليوم
تعهد الحبيب الشوباني رئيس جهة درعة تافيلالت في كلمته باللقاء التواصلي المنظم بمقر عمالة ورزازات يوم 6 يناير 2016 بتدبير حاجيات و هموم مواطني الجهة في كل القطاعات بسياسة واقعية ذات أفق تنموي حقيقي ، و ذلك بعيدا عن أية مقاربات اقصائية أو سياسية ، و هي المقاربات التي أبدى العديد من منتخبي إقليم ورزازات الجدد تخوفهم من تكرارها من طرف مسؤولي الجهة الجديدة ، هذه التخوفات التي عبر عنها هؤلاء المسؤولون كانت نتاج سنوات من الإقصاء و التهميش داخل تجربتي إلحاقهم بجهة مراكش سالفا و جهة سوس ماسة درعة لاحقا ، اللقاء كان مناسبة أيضا لرئيس الجهة لبسط خطته الانتقالية من أجل بناء برنامج عمل تنموي للجهة و التي ترتكز على إطلاق ثلاث ديناميات تشخيصية متكاملة سياسية ، مدنية و علمية ، ابتدأت بتدشين سلسلة من الحوارات الجهوية مع مختلف القطاعات الحكومية ، و سيليها تنفيذ آلية عملية للتواصل مع المجتمع المدني والمهنيين في حوارات متتالية وخاصة معهم في كل الأقاليم الخمسة المكونة للجهة ، وركز رئيس الجهة كذلك على مسار ثالث سيتم من خلاله التركيز على المجتمع العلمي (الخبراء)، خاصة وأن الجهة تتوفر على كبار الباحثين والمهندسين الضالعين في العلوم والبحث ، لتحقيق برنامج عمل تنمية الجهة ، و هو ما سيمكن من إخراج جهة درعة تافلالت من العزلة والتهميش والنقص من المؤسسات الحكومية الذي عانت منه طيلة عقود .
أما بخصوص البرنامج التوقعي لمشاريع الجهة التنموية فقد ركز السيد الحبيب الشوباني على أهمية الاعتمادات المالية الموجهة لقطاع الطرق و البنيات التحتية و التي ستمكن من تعبيد ما يقارب 5000 كلم من الطرق ، و التي قد تمكن كل إقليم مما يقارب 60 مليار سنتيم على مدى ثلاث سنوات ، كما خص بالذكر استمرار المرافعة من أجل إخراج نفق تيشكا إلى حيز الوجود خصوصا بعد تبني وزارة التجهيز له و اقتناعها بفعاليته وضرورته الحيوية للمنطقة ، و عرج على مشاكل التعليم و التعليم العالي ليؤكد صوابية اختيار المدارس الجماعاتية كحل أمثل لمعالجة مسألة الهدر المدرسي بالعالم القروي ملحا على ضرورة بناء جامعة مستقلة خاصة بالجهة ، مختتما كلامه بالإشارة لعدة اقتراحات ينوي مكتب الجهة تفعيلها في المستقبل القريب كإحداث شركة للتنمية مختصة بالدراسات تابعة للجهة ، و إطلاق سلسلة من القاعات السينمائية بدءا بإقليم ورزازات لإشاعة ثقافة السينما بكل أقاليم الجهة ، و الاستعداد المبدئي لتمويل تنظيم مهرجان عالمي للسينما بورزازات نظير مهرجان مراكش الدولي ، و خلق أسواق جهوية كبورصات لتثمين المنتوجات المحلية و التقليدية بمختلف الأقاليم التابعة للجهة ، و العديد من المبادرات الرامية لفك العزلة الجوية عن إقليمي ورزازات و الراشيدية بشكل نهائي .
من جهته أكد والي الجهة السيد محمد فنيد على أهمية مثل هذه اللقاءات في تحديد حاجيات كل إقليم بدقة و موضوعية قبل بناء أي برنامج تنموي ، مذكرا بالتوجيهات الملكية السامية و التي تحث المسؤولين الجهويين و رجال السلطة على التفعيل الأمثل للجهوية المتقدمة، و تجسيد مقتضياتها على ارض الواقع في ضوء الدستور المغربي و القوانين الأخرى ، أما السيد صالح بن يطو عامل إقليم ورزازات فقد شكر والي الجهة على هذه المبادرة و التي تدل على سياسة القرب التي مافتئت تجد طريقها نحو التطبيق الفعلي ، مقدما عرضا شاملا و واقعيا حول إقليم ورزازات و عناصره الديموغرافية و الاقتصادية ، تناول من خلاله وضعية الأنشطة الاقتصادية الكبرى للإقليم كالسياحة و السينما و مشروع نور للطاقة الشمسية ، و ما تعرفه من منجزات و ما ينتظره المهنيون منها بالمستقبل ، أما قطاعات الطرق و النقل الجوي و السينما فقد أعدت عمالة ورزازات بخصوصها ملفات متخصصة و مدققة سلمها السيد العامل مباشرة لرئيس الجهة ، و تكفل رئيس قسم البرمجة و التجهيز بالعمالة إلى جانب رئيس لجنة الفيلم بتقديمها للحضور مرفقة بشروحات وافية حولها أثمرت في إقناع رئيس الجهة براهنيتها بشكل واضح للغاية .
منتخبو إقليم ورزازات في عمومهم أثنوا على مبادرة السيد الوالي هاته ، و ذكروا بالعديد من انتظارات الساكنة في الصحة و التعليم و البنيات التحتية و التطهير السائل و قطاع الشباب و الرياضة و غيره ، كما أثاروا ملفات أخرى مهمة همت تثمين المنتوجات المحلية و الفلاحية ، كما همت خلق صناعات تحويلية للمعادن بالمنطقة من أجل خلق فرص شغل قارة للشباب ، و العمل على إخراج الجهة إلى دائرة الضوء في جانب الترويج للقصبات و القصور و كل أنواع التراث المحلي ، من أجل جعل الجهة منتجة للثروة لا مستهلكة للمساعدات و الإمدادات .
نذكر بأن إقليم ورزازات يتوفر على عدة ثروات مادية و لامادية و يحتل الريادة و التميز في عدة قطاعات كالسينما و السياحة و المعادن و الطاقة الشمسية، و هي كلها أمور رغم أهميتها لم تشفع له طيلة مدة إلحاقه بجهة مراكش أو جهة سوس ماسة درعة بأن يحضى بأية أولوية في مجال تقوية بنياته التحتية و تثمين مشاريعه التنموية و فك عزلته القاتلة ، بل ضل لعدة عقود رهينا و ضحية لحسابات سياسوية لا وطنية ، فمثلا رصيد الإقليم اليوم من الطرق لا يتجاوز 980 كلم٬ وهو ما يمثل 1,63 من الشبكة الطرقية بالمغرب فقط ٬ 30 بالمائة منها غير معبدة، وتتوزع هذه الشبكة ما بين طريقين وطنيين (الطريق الوطنية رقم 9 ورقم 10) تمتدان على طول 297 كلم٬ وثلاث طرق جهوية تمتد على طول 121 كلم٬ ثم 15 طريقا إقليمية يصل طولها الإجمالي 564 كلم٬ و هو رصيد هزيل جدا إذا قورن بترشح ورزازات اليوم لتحضى بحوالي 817 كيلومتر برسم برنامج الجهة الجديدة في ثلاث سنوات فقط منها 8 منشأت فنية بمبلغ مالي قدره 1039 مليون درهم ، و هو ما يساوي ثلاث ضعف ما استفادته ورزازات من جهتي مراكش و سوس مجتمعتين طيلة ثلاث أو أربع عقود خلت .