ورزازات - المغرب اليوم
منذ تأسيسها سنة 1957 كفضاء للتكوين والتأهيل، ساهمت الجامعة المغربية وبشكل موسع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، وتستمر الجامعة حاليا في نشر هذه الثقافة بترسيخها لقيم التفاعل الثقافي فضلا عن دورها في نقل المعرفة وتنمية البحت العلمي وإنتاج المعرفة.إلا أنها لا تزال تواجهها تحديات وعقبات التي تحول دون اكتمال دور الجامعة كفضاء للتحصيل والبحت والابتكار،ويتصدر هذه العقبات ظاهرة العنف الذي أصبح آفة مستفحلة تتسع رقعتها يوما بعد يوما وتحتم على كل المتدخلين أن يعيروها كل الاهتمام الخاص .ولهذه الغاية وبهدف تسليط الضوء على الظاهرة عن قرب نظمت الكلية المتعددة التخصصات بورزازات السبت المنصرم 16أبريل2016, في إطار وحدة الهندسة والتدبير الثقافي وبتعاون مع جمعية درعة للتربية والعلوم ندوة علمية تحت عنوان " لا للعنف في الجامعة "وذلك بحضور الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي ورئيس المجلس البلدي لورزازات ورئيس جامعة ابن زهر بأكادير وعميد الكلية بالإضافة إلى أستاذة جامعين وباحثين وطلبة من مختلف الشعب بالكلية.
وبالمناسبة نوهت الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحت العلمي وتكوين الأطر السيدة جميلة المصلى،من خلال الجلسة الافتتاحية للندوة المنعقد برحاب الكلية، بالمبادرة الطلابية في فتح نقاش حول موضوع هام داخل الحرم الجامعي. مؤكدتا على ضرورة دعم الأنشطة الطلابية الهادفة إلى تحقيق المزيد من التواصل داخل الجامعات. وأشارت إلى ضرورة مواكبة أنشطة متعددة الأبعاد ثقافية فنية ورياضية تساهم في تقوية شخصية الطالب فلا يمكن الحديث عن طالبا مهتم بالجانب العلمي والتحصيل الدراسي .وارتباطا بموضوع الندوة أكدت الوزيرة المنتدبة أن ظاهرة العنف بالجامعات ليست بالعامة بل محدودة في الزمان والمكان، والجامعات اليوم تعرف سيرا عاديا إلا أن هناك حالات تبقى استثنائية مرتبطة بالمجتمع المغربي وبتفاعلات مع الوضعية الاقتصادية الاجتماعية، ولكن تستحق فتح نقاش للبحت عن حلول لها واحتواءها ،وفتح فضاء للنقاش والتفاعل باعتبار أن المجتمع الذي لا يهتم بالحركية والتغييرات يبقى غير مؤهل للتطوير والسير نحو الأفضل .هذا واستعرضت الوزيرة مجموعة من الإجراءات الوزارية والحكومية بقطاع التعليم العالي والبحت العلمي وتكوين الأطر وخاصة ما يتعلق بالمساطر القانونية وإجراءات تنزيلها .
السيد عمر حلي رئيس جامعة ابن زهر بدوره أكد على أن اختيار موضوع للعنف في الجامعة هو اختيار جد صائب من طرف الطلبة وأشار إلى أن التنوع الذي تعرفه الجامعات المغربية وابن زهر خاصة يشكل قوة لها ولي يستثني وجود بعض حالات التدافع التي تتحول إلي مواجهات عنيفة بين الطلاب في ما بينهم أو بين طالب وأستاذ أو بين موظف داخل الجامعة .الى جانب هذا بين عمر حلي أن بعض الحالات مرتبطة بضعف الخدمات داخل الإدارات في غياب الخدمات الالكترونية وضعف التواصل والمصاحبة الجامعية .
ولم تفت الفرصة السيد عبد الرحمان الدريسي رئيس المجلس البلدي ومستشار برلماني الإقليم للتأكيد على أن دور الجامعة يجب أن يرتكز على التنشئة الصحيحة على المبادئ والقيم الإنسانية الرفيعة والاعتناء بالفكر والعلم والمعرفة وزرع قيم التعايش والتسامح وقبول الاختلاف ونبذ النزاعات الإيديولوجية والتطرف الذي أصبح العالم اليوم يعنى من تداعياته .معربا في الوقت ذاته على أن ظاهرة العنف بالأوساط الجامعية ظاهرة دخيلة على منظومة التعليم وأن ما ينبغي استيعابه اليوم من خلال هذه التظاهرة هو أن العنف مرفوض بالجامعات سواء كان ماديا أو لفظيا لأن العنف لا يولد إلا عنفا.كما جدد عبد الرحمان الدريسي بسم المجلس البلدي دعمه للأنشطة الطلابية بالكلية و بحكم مسؤوليته في الاهتمام بمشاكل وهموم الطلبة ذكر استعرض بالمناسبة كل المطالب الطلبة والطالبات ومقدمتها استقلالية الجامعة لتصبح قائمة الذات خصوصا بعد التقسيم الجهوي الجديد ،و الحي الجامعي الذي أضحى ضرورة ملحة وفتح سلك الماستر في أغلبية الشعب وتسوية مشاكل بعض الشعبة وكذا الاساتدة وغيرها من المشاكل والإكراهات .
وفي الجلسة الثانية عرفت الندوة تقديم مداخلات في الموضوع الاولى للسيد مصطفى الشكدالي تتطرق فيها الى الآليات النفسية والاجتماعية لإنتاج وإعادة إنتاج العنف من خلال قراءة في ظاهرة العنف داخل الأوساط الجامعية .والمداخلة الثانية للإستاد خالد الادريسي حول المقاربة السياسية والقانونية وتحليل الظاهرة والمداخلة الأخيرة للسيد عني عبد الرحيم التي تناول فيها التكتلات الطلابية ومدى تأثيرها في الفضاء الجامعي . وتجدر الإشارة بالموازاة مع الندوة العلمية أن الوفد قام بغرس شتائل بفضاء الكلية في إطار الدورة الرابعة للتشجير دليل على التعايش السلمي الذي تشهده الكلية مند فتح أبوابها وتدشين نافورة منبع المعرفة وروح الابتكار والتميز.