عمان ـ بترا
تنوعت قراءات الامسية الشعرية التي استهلت مهرجان الشعر - دورة بدر شاكر السياب - التي نظمت ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، بين الكلمات النازفة معاناة وانكسارا وعذابات متفاعلة مع هموم وطموحات انسانية .
تضمنت الامسية التي أقيمت في المركز الثقافي الملكي امس الجمعة قراءات للفنان محمد القباني لعدد من قصائد السياب مثل : جيكور شابت، قافلة الضياع، احتراق والوصية، حيث عاينت مناخات من عذابات السياب في الحياة والحب والمرض والموت .
وعرض ضمن الأمسية الفيلم التسجيلي القصير المعنون (غريب على الخليج) الذي صور محطات من سيرة السياب , ولادته ونشأته وبيئته ودراسته وغربته , مدعما بمواد سمعية وبصرية وموسيقية عائدة الى صوت السياب نفسه في قراءاته لعدد من قصائده، والمستمدة من برامج اذاعية في حقبة زمنية من اواخر حياته، وايضا هناك صوت الشاعر محمد سلام جميعان كراو لأحداث الفيلم، ثم ينتهي الفيلم بواحدة من اغنيات الفنان العراقي كاظم السهر لواحدة من قصائد السياب.
وعاينت قصائد الشاعر راشد عيسى صاحب دواوين في عينيك عنواني، بكائية قمر الشتاء، وشهادات حب، اطياف تلك الارواح التائهة في مراعي الخصب التي يترنم فيها الرعاة على نغمات الناي المحملة بأحاسيس ومشاعر تجاه الارض والمرأة والبراءة .
وعانقت قصائد الشاعر علي البتيري صاحب دواوين : لوحات تحت المطر، القدس لكم، وصوت بلادي حالات من الزهو والاعتزاز بالوطن والتي تغرف من ذاكرة مشبعة بتلاوين من الكبرياء والانحياز الى الارض والمرأة والقرية في تأكيد على حتمية الانتصار رغم تعاظم الظلم والجراح والمحن.
وطافت الشاعرة مها العتوم صاحبة ابداعات: أسفل النهر، دوائر الطين ومجاز الفراشة بفضاءات الأنثى في رحلتها الابدية كفراشة باحثة عن صوت العقل والحقيقة والصدق وتلك الاحاسيس الرقيقة والعذبة مقابل عذابات الصد وصنوف القهر واللوعة والحزن.
واختتم الشاعر موسى حوامدة صاحب اصدارات : سلالتي الريح، عنواني المطر، وشغب، الامسية بقراءات مخضبة بالألم واللوعة والمسكونة بالوطن وحنينه اليه مبشرا بالفجر الطالع رغم تراكم الجروح والهزائم والانكسارات.