دمشق ـ سانا
حطى الملح فوق الجرح يا شام.. وافركى الليمون وافردى شعرك.. وتغندرى بليلة برد من كانون “بهذه الكلمات يبدأ الكاتب الدرامي خلدون قتلان شارة مسلسله بواب الريح من اخراج المثنى صبح والذي يعرض حاليا حيث يقدم العمل لفتنة عام 1860 فى جبل لبنان وتداعياتها على دمشق وسكانها وعلاقتهم ببعضهم.
وعن موضوع هذا العمل يقول قتلان في حديث لـ سانا.. إن مسلسل بواب الريح هو إعادة قراءة تاريخية لأزمة من الماضى مشابهة لما يحدث اليوم للاستفادة من عبر التاريخ حتى لا تتكرر أحداث تلك الأزمة من جديد.
ويضيف قتلان.. إن من الطبيعى أن يكون للدراما دور ايجابى في الازمات ويجب أن تحمل الفكر السلمى ولا تكون أداة تحريض واشعال الفتن.
ويرفض صاحب بواب الريح انتماء مسلسله لاعمال البيئة الشامية التي تشوه فى اغلبها صورة هذه المدينة العظيمة ويعتبره عملا يصور المجتمع الدمشقي كما هو.
ويأتي عنوان بواب الريح ليعبر عن ابواب دمشق السبعة التى لم تغلق يوما فى وجه أحد فهي مشرعة للجميع لذلك كانت تمر أحيانا منها الريح العاتية ولكنها سرعان ما تهدأ وتزول بسبب قوة جمال دمشق وحضارتها بحسب كاتب العمل.
ويرى قتلان أن الأعمال التى حاولت تناول الازمة في سورية لم تدخل في جوهر هذه الأزمة بل لامستها فقط ويقول.. لا يمكن التحدث عن الأزمة دراميا طالما إننا نواجه فوضى كبيرة لم تتكشف كل حقائقها بعد لذا علينا أن ننتظر لنقدمها بطرح اكثر موضوعية.
وحول اثر الازمة على الدراما السورية خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة يوءكد كاتب زهرة النرجس ان الصناعة الدرامية شهدت تراجعا كبيرا نتيجة عدم الاستقرار وباتت متخبطة فكريا وصار كل كاتب يعبر عن رأيه فى الاعمال التى يقدمها محاولا اتخاذ منهج توسطى من الازمة فلم ينجح فى ذلك الكثير من الكتاب.
وكان قتلان انتهى موءخرا من كتابة مسلسل /حرملك/ الذى سيخرجه سيف الدين سبيعى ويعتبر السيناريست السورى ان الدراما تعانى من مشاكل كثيرة منها غياب اصول وتقاليد العمل حيث يخضع الوسط الدرامى لمزاجية وفردية بعيدة عن اخلاقيات المهنة التي باتت غائبة في وقتنا الحالي.
ويقول صاحب الجذور العائمة.. إن الدراما العربية عامة تغوص فى مستنقع التقليد وتقدم اعمالا كثيرة مستنسخة عن افلام سينمائية اجنبية وهذا ما يهدد هويتها بشكل كبير ما يستلزم التنبه.
ويوضح قتلان أن نجاح العمل الدرامى يبدأ من النص ثم العمليات الفنية مرورا بظروف الانتاج واوقات العرض وبالنظر لاداء الدراما السورية نجد تميزها فى جميع هذه النواحى ما جعل منها دراما عربية مهمة ومنافسة على المرتبة الاولى دائما.
ويرى كاتب البقعة السوداء أن الاجر للكاتب الدرامي مايزال موضوعا شائكا ولا يوجد ضوابط له في الوسط الدرامى بل يخضع للعرض والطلب بين شركات الانتاج والكتاب.
وعن رأيه في المسلسلات المدبلجة يختم قتلان بقوله إن هذه الاعمال وافدة على مجتمعاتنا ولا تشبهنا على الاطلاق لذلك لا يمكن لها أن تنافس الدراما المحلية اطلاقا.