طرطوس ـ سانا
أكثر من ثلاثمئة طفل وطفلة تتراوح أعمارهم بين السادسة والثامنة عشرة يتوافدون أسبوعيا وخلال يومي الاثنين والثلاثاء الى المركز الثقافي العربي في صافيتا مدفوعين برغباتهم وتشجيع ذويهم واحتضان المركز وكوادره لهم لتقديم كل ما يحتاجونه لتطوير مواهبهم وتنمية إمكانياتهم الفكرية والثقافية والفنية في مختلف المجالات.
ويقدم المركز لهؤلاء الأطفال من خلال النادي الصيفي الذي انطلق في حزيران ويستمر حتى نهاية العطلة الصيفية دورات وورشات عمل في الرسم والموسيقا والباليه والحاسوب والشطرنج والمسرح والخط العربي إضافة لما تمنحهم إياه مكتبة الأطفال من أنشطة متنوعة مثل السرد القصصي وإتاحة الفرصة لهم لقراءة ما يرغبون به من قصص مصورة وأخرى ذات طابع ذهني توسع مدارك وخيال الأطفال.
مدير المركز الثقافي في صافيتا كمال بدران أكد في تصريح لـ سانا الثقافية أن فكرة النادي الصيفي لاقت استحسان جيدا من قبل الأهالي وهذا ما نلمسه في عدد الأطفال المنتسبين الى النادي وقد حرصنا على ان تكون كل الاختصاصات ترفيهية وتشمل جميع المواهب انطلاقا من فكرة أساسية وهي ان الدماغ مقسوم نصفين النصف الأيمن مسوءول عن العمليات المنطقية والقراءة والنصف الأيسر يعمل على الإبداع والمواهب موضحا ان المبدعين الحقيقيين هم من يشغلون النصفين معا وهذا ما أردناه.
وأشار بدران إلى أن النادي يمكن أن يكون أكثر فعالية لو كانت قوانينه أكثر مرونة وخاصة لجهة رسوم الانتساب التي تعد حاليا قليلة جدا ولا توءمن تكاليف الطالب المنتسب الى النادي كما يجعل خياراتنا في تأمين الكادر التدريسي المتخصص محدودة نظرا للمقابل المالي الذي يتقاضاه المدرسون والمدربون وهذا ما يجعل عملهم تطوعيا تقريبا كما انه ينعكس على التزامهم بالدوام وأدائهم وتفاعلهم مع مشروع وأهداف النادي.
وأوضحت رولا يونس مسوءولة ثقافة الطفل في المركز ان النادي الصيفي لم يفعل بالشكل المطلوب إلا قبل عامين رغم افتتاحه منذ عشر سنوات حيث بدأ ينشط بصورة ممتازة خدمة للأطفال في منطقة صافيتا حيث ارتفع عدد الأطفال المنتسبين للنادي بشكل واضح خلال العامين الماضيين وباتت المجالات التي ينتسبون لها متنوعة وتخدم توجهات الطفل ومواهبه ومستقبله موءكدة انه بمجرد حضور الطفل الى المركز فان ذلك يكسبه الكثير من الطاقات لحياته ومستقبله.
الفنان عدنان سمعان مدرس مادة الرسم حث الأهالي على الاهتمام بمواهب أطفالهم ورعايتها وتشجيعهم وقال.. إننا نحاول من خلال دورات الرسم ان نضع الطفل الرسام في بداية الطريق ونعلمهم مواعد أساسيات مادة الرسم مؤكدا أن من لديه موهبة سيرسم مستقبلنا وخاصة أن الأطفال هم حجر الأساس في بناء الوطن في حين أشارت كارمن حبور المشرفة على دورات الرسم الى ان هذه الدورات تسهم في صقل شخصية الطفل وتنمي مواهبه الكامنة وتضعه في بداية الطريق.
وستتوج الأعمال التي يقوم بها النادي الصيفي احتفالية ينظمها المركز في نهاية العطلة الصيفية وتشمل معرضا للأطفال الرسامين ومسرحيات وعروض باليه وأنشطة أخرى ثمرة الجهود المشتركة بين المركز الثقافي والأطفال والمدرسين خلال أشهر الصيف.