رام الله - وفا
أوصى مشاركون في ندوة سياسية نظمها نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى، واللجنة العليا لمهرجان السيباط التراثي والثقافي الثاني في جنين خلال ندوة بعنوان "الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية"، بضرورة بلورة خطة وطنية نضالية داعمة للأسرى في سجون الاحتلال، وإعادة النظر في الأساليب النمطية في معالجة هموم الأسرى.
وأوصوا بدعوة الشباب والشابات بأخذ الدروس والعبر من سياسة الاحتلال في محاولته إسقاطهم في شباك المخابرات الإسرائيلية، وضرورة التركيز على عرض رواياتنا عبر وسائل الإعلام لتصل إلى العالم لكشف وفضح وتعرية سلطات الاحتلال، وأن نخاطب الرأي العام الدولي، والشعوب الأخرى وأحرار العالم، فلا داعي للتركيز على مخاطبة شعبنا وإغفال الشعوب الأخرى.
ورحب علي أبو خضر بالحضور وأهميته في إبقاء قضية الأسرى متداولة بكل الأوساط المحلية والعربية والدولية.
وثمن نائب محافظ محافظة جنين كمال ابو الرب تلك الندوة والتي تسلط الضوء على معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وتم عرض فلم وثائقي قصير مُهدى لروح الشهيدة أسماء عنزاوي من إعداد يافا أبو الرب والذي سلط الضوء على معاناة الأسرى والأسيرات من لحظة الاعتقال الأولى والتي كان نتيجتها استشهاد العديد منهم بسبب الممارسات والانتهاكات بحقهم .
وقدم سعيد أبو معلا عرضا موجزا لما تضمنه الفلم من محطات تمثلت بالصمود الأسطوري للأسرى تجاه ما يمارس بحقهم من انتهاكات وإجراءات تعسفية من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي .
وشارك في الندوة قدورة فارس رئيس نادي الأسير وحلمي الأعرج مدير مركز حريات وسعيد أبو معلا ومهند جرادات.
وتناول جرادات في ورقة العمل التي قدمها بعنوان معاناة الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل السجون.
وعرض جرادات مجموعة من التقارير التي تؤكد وجود عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال تجاوز الـ 7 آلاف أسير.
وأضاف أن المعتقلين يخضعون لعمليات تنكيل وتعذيب تتنافى والاتفاقيات الدولية، وأن عدد الذين استشهدوا بسبب التعذيب أو قلة الرعاية الصحية تجاوز 107 شهداء.
واستعرض أشكال التعذيب التي يتعرض لها الأسير أثناء اعتقاله داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد العديد منهم وتفشي الأمراض المزمنة والعاهات المستديمة لدى العديد منهم .
وتحدث فارس في ورقة عمل قدمها بعنوان "إضراب الأسرى عن الطعام.. الأبعاد المعيشية والسياسية" عن تاريخ الحركة الأسيرة وإضراباتها وشهداء الحركة الأسيرة، وتطرق إلى الهجمة الإسرائيلية الأخيرة التي يتعرض لها الأسرى، وأهم القوانين الجديدة التعسفية والقمعية التي تمارسها سلطات الاحتلال داخل السجون مثل قانون التغذية القسرية، وقانون الاعتقال الإداري وقانون اعتقال أطفال حتى 12 عاما وقانون حرمان الأسرى من التعليم والتي تمثل القرار السياسي في قتل الحركة الأسيرة وشطب هوية الأسرى وتحويلهم إلى أشلاء.
وأكد أن القيادة الفلسطينية والجهات ذات الاختصاص تقوم بشكل عملي على تدويل قضية الأسرى ووضعها في كافة المحافل الدولية من خلال الانضمام للمعاهدات والمنظمات الدولية، حيث أصبحت مرجعية قضية الأسرى ليس محليا كما أرادها الاحتلال وإنما مرجعيتها دولية وأخلاقية وإنسانية.
وطالب الأعرج بإطلاق حملة دولية لشرح معاناة الأسرى وتحديدا المرضى منهم وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم في المحافل الدولية كما طالب الوفود الفلسطينية إلى دول العالم باصطحاب عينة من أهالي وذوي وأبناء الأسرى لشرح مأساتهم ومعاناتهم لقادة العالم
وأوضح أن (1500) أسير وأكثر يعانون من أمراض مختلفة من بينهم (180) أسيرا بحاجة لعمليات جراحية مستعجلة، و(39 ) حالة مرضية حرجة و(19) حالة حرجة جدا.
ودعا الأعرج إلى عقد مؤتمر دولي متخصص بشؤون الأسرى المرضى يفضي إلى إطلاق سراحهم.
كما طالب بتشكيل طواقم قانونية لتحضير ملف يرفع للمحاكم الدولية والمؤسسات القانونية لمعاقبة إسرائيل على جرائمها وإجبارها على إطلاق سراح الأسرى المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ومستعصية
وفي ختام الورشة وعلى شرف يوم الأسير وضمن فعاليات مهرجان السيباط الثاني، تم تكريم كل من فارس والأعرج، ومدير الصليب الأحمر في جنين السابق توفيق كسبري.