الشارقة - وام
استضاف مقهى " الدريشة الثقافي " الليلة الماضية أمسيتين تراثيتين سلطتا الضوء على الفنون الشعبية البحرية وأهم خصائصها وملامحها الأدائية والصوتية والفنية .. وذلك ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية في منطقة قلب الشارقة. قدم الأمسية الأولى الباحث والإعلامي عبد الجليل السعد وأدارتها الإعلامية نعمات حمود وتناول الفرق الموسيقية الشعبية بين التاريخ والتفعيل في الإمارات والخليج العربي خاصة في دورها في تفعيل واستمرار الفنون الشعبية من نشأتها قبل عشرينات القرن الماضي وأهم الملامح الفنية والمجتمعية للفرق الموسيقية الشعبية الفنية والثقافية والتراثية كونها تجمعات فنية حفظت الجزء الكبير من تراث الخليج العربي وأرثه الفني ونصوصه وألحانه .. وكانت تحمل اسم " الدور الشعبية " وتعمل في الأعياد والمناسبات ومواسم الغوص . وتطرق إلى أهم أسباب تراجع حضورها واندماجها ضمن جمعيات النفع العام والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية وأهم الظروف والخصائص والتعريفات الخاصة بالفرق الشعبية ونشأتها وأهم معالمها الفنية المتنوعة وطبيعة عملها .. مشيرا إلى نشأتها في الإمارات على يد الراحل سعيد بن مسعود البقيشي/ 1860 – 1930/ صاحب أول فرقة شعبية في الإمارات..مرورا بتاريخ العديد من الفرق الموسيقية الشعبية التي تخصصت في فنون " العيالة والليوه والرزفه " و منها دار عيال ناصر وجمعية السطوة في دبي وجمعية الشارقة للفنون الشعبية والنادي البحري وغيرها من الفرق الشعبية في أبو ظبي وعجمان وأم القيوين والفجيرة. وأشار الباحث إلى أهم الفرق الشعبية في دولة الكويت ومملكة البحرين ودولة قطر إضافة إلى الفرق الشعبية في المملكة العربية السعودية. أما الأمسية الثانية قدمها الباحث الدكتور سعيد الحداد وأدارها الإعلامي محمد الحوسني وتضمنت تطوافا معرفيا في فن " الآه الله " وحضوره الوجداني في ذاكرة الموروث الشعبي كفن من الفنون البحرية التي كانت تستخدم في الرحلات التجارية من خلال مجموعة من البحارة الذين ينشدون الأغنيات بأداء حركي وصوتي متزن ومتناسق . وتحدث الدكتور الحداد عن أهم خصاص هذا الفن على صعيد الأداء والمضمون الوجداني حيث لا تصاحبه أي آلة موسيقية بل يعتمد على الصوت والغناء بشكل متواصل ومتناسق وبدلالات عاطفية ودينية ذات أفق إنساني متنوع وتعتمد أغاني قصائد " الآه الله " على عدد كبير من المشاركين قد يصل أحيانا إلى مائة مشارك أو أكثر حيث يقفون في صفين متقابلين ويبدأون ترديد أبيات من الشعر الشعبي والفصيح دون إيقاعات موسيقية . وتطرقت المحاضرة إلى الخصوصية الأدائية لهذا الفن كونه من الفنون الشعبية التي تستلهم التراث بمفهومه الإنساني العميق.