الرئيسية » أحداث ثقافية

بيروت ـ ننا

أقيمت ندوة عن مجموعة السفير الدكتور ظافر الحسن "الديبلوماسية اللبنانية ـ معايشة شخصية"، بدعوة من رئيس المركز الثقافي الإسلامي الدكتور عمر مسيكة، شارك فيها الدكتوران محمد المجذوب ووجيه فانوس، في مقر المركز، في حضور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثلا بالدكتور أمين فرشوخ، الدكتور سليم الحص ممثلا بعماد عكاوي، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بعبد الفتاح خطاب، الوزير السابق بشارة مرهج، نقيب المحامي السابق عصام كرم، رئيس المكتب الاعلامي في سفارة جمهورية مصر العربية صبحي عبد البصير، رئيس مكتب الجامعة العربية في بيروت السفير عبد الرحمن الصلح، ممثل "المنتدى القومي العربي" معن بشور، عدنان فاكهاني، و حشد من السفراء والشخصيات العسكرية والاجتماعية والكتاب والمحامين والصحافيين، فضلا عن أكاديميين وأدباء وممثلين للهيئات الاجتماعية والنسائية والمجتمع المدني اللبناني. استهل الدكتور المجذوب كلمته بالقول: "لقد اتحفنا السفير ظافر الحسن بموسوعة عن الديبلوماسية اللبنانية كما عايشها خلال ربع قرن تقريبا وكانت هذه الفترة حافلة بالاحداث الجسام. وموسوعته عن الديبلوماسية تثير الإعجاب بأسلوبها الذي تميز بالشمولية والموضوعية والأمانة والدقة في توثيق الأحداث وتحليلها. والموسوعة فريدة من نوعها. وهي تتضمن حكما ومحطات وخلاصات نابعة من شعور قوي وإنساني صادق. وكل ما يطلع على الموسوعة يشعر بغبطة تقود إلى ثلاثة أسباب: إلى أن موظفا تبوأ مناصب مرموقة في بلده استطاع، بإنتاج فكري رفيع، أن يتغلب على تيار اليأس أو الأحباط الذي يصيب المتقاعدين غالبا، وإلى أنه أبى أن يستريح بعد تقاعده فقدم إلينا زبدة تجاربه، وإلى أنه أدى قسطه للعلى والوطن فكان بإخلاصه وتفانيه في العمل قدوة حسنة لكل منتم إلى الوظيفة العامة ومثالا يحتذى في توطيد العلاقات الطيبة بين لبنان والدول الاخرى". واضاف: "الحديث عن الديبلوماسية يستدعي إلقاء نظرة على أزمة الديبلوماسية العربية المصابة بخلل يكمن في عناصر عدة، منها: افتقار السلك الديبلوماسي العربي إلى رجال يتمتعون عموما بالموهبة الديبلوماسية، ولكون وزارات الخارجية العربية أجهزة عاجزة عن التصدي للمشكلات الخارجية، وانعدام التنسيق بين السياسات الخارجية العربية، فلكل دولة عربية سياسة خارجية مستقلة، وأحيانا متناقضة مع سياسات الدول العربية الأخرى، وبسبب التنافر الصارخ بين التضامن اللفظي المعلق والتباعد الفعلي القائم في المواقف العربية إزاء القضايا العربية، فمنيت الديبلوماسية العربية بهزائم نكراء لا تقل وزنا عن الهزائم العسكرية. والخلاصة أن الديبلوماسية سلاح، وهذا السلاح قد يكون، في بعض الظروف والمعارك أمضى من القوة العسكرية، فهناك شعوب ودول استطاعت ان تحقق بواسطة الديبلوماسية الواعية والمتحركة انتصارات باهرة ضد أعدائها". وقال الدكتور فانوس: "السفير ظافر الحسن رؤيوي عليم بالوطن، خبير بالسياسة، واسع الأفق عميق الرأي والرؤية، قادر على الغوص في بحار الخفايا واستكشاف ما تخبئه في لججها، وهو، كذلك، فنان صوغ متمكن من العربية لغة وتعبيرا وثقافة وحضارة، وواقع الحال، ان ظافر الحسن واحد من سلسلة جميلة، نادرة ورائعة، من سلاسل وجود الثقافة العربية تجاورت فيها الديبلوماسية مع الأدب، تجاور تكامل في بعض الأحيان، وتجاور تمايز في ما بينهما في أحيان أخرى". واضاف: "ان سعادة السفير ظافر الحسن قد ألم خلال عمله الديبلوماسي بأمور عديدة أغنت تجربته الإنسانية ورفدتها بكثير من المعارف والخبرات، فلقد ظل، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، عضوا في الهيئة الوطنية لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي حتى عام 2013، وتسنى له تمثيل لبنان وترؤس بعض وفوده في كثير من المؤتمرات". وتابع: "تشكل موسوعة "الديبلوماسية اللبنانية ـ معايشة شخصية" ظاهرة فذة في مجال العمل الثقافي في لبنان، ولعل الدكتور حسن هو الوحيد، بين الديبلوماسيين اللبنانيين، الذي وضع مذكراته في العمل الديبلوماسي في هذا الكم الضخم من المجلدات التي وصلت، حتى الآن، الى العشرة، وتغطي ما ينوف عن العشرين من السنين التي امضاها صاحبها في السلك الديبلوماسي، سفيرا وإداريا. ومن هنا فقد تنسى له الاطلاع على الديبلوماسية اللبنانية والعربية والدولية في كثير جم من حالات ومجالاتها، وتعرف عن كثب على كثير من رجالاتها واصحاب القرار فيها، وتمكن من الدخول إلى كثير من مطابخها وشارك في صناعة كثير من طبخاتها، إن جاز لنا مثل هذا التعبير. وبناء على كل هذا، فالموسوعة، التي يقدمها سعادة السفير، تنبئ عن كنز كبير ونفيس من المادة المعرفية في مجالها، وعلم أنها سنوات اتسمت بتنامي احداث الازمة اللبنانية وقضاياها وتعدد العاملين في قضاياها وتحديد منعطفاتها، لأدرك أهمية هذه المادة التي لها أن تحدث من يطلع عليها عن خفايا كثيرة تؤرخ للازمة اللبنانية وسياسات الدول العربية والاجنبية في هذا المجال. وهنا تظهر بجلاء فرادة الموسوعة وتتبين أصالة الشهادة التي يقدمها ظافر الحسن عن هذه المرحلة، إنها موسوعة فريدة بمادتها وخبرة صاحبها وقربه من مجريات الأحداث التي يتناولها فيها". وكانت كلمة للسفير الحسن قال فيها: "دعوني أوضح، أنه، من حيث المبدأ، لم تنوجد في تقديري عبر التاريخ، القديم أو الحديث، دولة، مهما بلغت قوتها، تمتعت بالسيادة الديبلوماسية المطلقة. إذ لا بد في رسم الديبلوماسية من أن تؤخذ في الاعتبار معادلات عدة، لعل في طليعتها القوة والمصلحة الذاتية، ولكن ايضا إمكانات ومصالح مجتمعات او دول اخرى، قريبة أو بعيدة، وإن كانت أقل قوة من الدولة المهيمنة او حتى الأحادية. ذلك هو القانون الطبيعي للوجود أساساً. والفرق يكون عادة بالدرجة وليس بالطبيعة. وفي حالة لبنان، والفترة موضوع حديثي، حاولت من جهتي، جهد المستطاع، في إطار الصلاحيات والمهمات المنوطة بي قانونا أن تحتفظ ديبلوماسيتنا بأكبر قدر ممكن من الاستقلالية، ليس استنادا إلى قوتنا العسكرية ولا إلى تراثنا المادي، بل انطلاقا من ابتكاريتنا الفكرية وثروتنا الثقافية اللتين لا اعتقد إني مغاليا إذا قلت إن بعض صناع الديبلوماسية اللبنانية وممارسيها في لبنان يتمتعون بهما". وختم: "لقد ظهر عبر صفحات هذه المجموعة أن ديبلوماسيتنا كانت ديبلوماسية ناشطة. وآمل أن تظل كذلك، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة والمعقدة. ففي المحصلة الاخيرة تبقى الديبلوماسية المتحركة والهادفة هي الديبلوماسية الفاعلة. وهي، في كل الظروف، الاكثر ملاءمة، في نظري، لوطننا المستلقي بتواضع على نقطة من الضفة الشرقية للبحر المتوسط، والمنتشر بخيلاء في كل بقعة وراء المحيطات، والمتحدي بمفارقة لافتة لقانون البصريات، لأنه عن بعد اكبر بكثير منه عن قرب. وفي نهاية الندوة كانت مداخلات للسفير هشام دمشقية، السفير عاصم جابر، الوزير السابق مرهج، عبد الفتاح خطاب، والقاضي الشيخ يحيى الرافعي. وتسلم السفير الحسن "درع الثقافة عربون تقدير ووفاء له في عمله الديبلوماسي والثقافي".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

السجل الثقافي يُطلق صالونه الادبي في عاصمة جنوب لبنان
معرض الشارقة الدولي للكتاب ينظم ندوة "ذاكرة وفن" إضاءات…
مشاهد غابرة من ذكريات سوق العاشور في شارع “خوصفات”…
ترجمة جديدة تعيد دراسات حول "أصوات العيطة" إلى المغرب…
الدورة ال 14 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي في طنجة…

اخر الاخبار

محمد بن زايد وبايدن يُناقشان في واشنطن العلاقات الإستراتيجية…
السعودية تُعبر عن قلقها بشأن تطورات الأحداث الأمنية الجارية…
البنتاغون يُوافق على بيع 40 صاروخًا جو-جو إلى المغرب…
الملك محمد السادس يُهنئ الرئيس الانتقالي لجمهورية مالي بمناسبة…

فن وموسيقى

منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…
إيمان العاصي تتألق في أولى بطولاتها المطلقة "برغم القانون"…
حميد الشاعري يتنازل عن بصمة صوته لتقديم أغانٍ جديدة…
احتفاء بفيلم "رحلة 404" لمنى زكي عقب ترشحه للأوسكار

أخبار النجوم

فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي
أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
حميد الشاعري يتنازل عن بصمة صوته لتقديم أغانٍ جديدة…
الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

رياضة

المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…
حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…
هاري كين وجريزمان يتنافسان على جائزة لاعب الجولة في…

صحة وتغذية

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ
التعرض إلى الضوء في الليل يُزيد من خطر زيادة…
عقار تجريبي يساعد مرضى السرطان على استعادة الوزن

الأخبار الأكثر قراءة

افتتاح مهرجان شبيب للثقافة والفنون بدورته الثلاثين في العاصمة…
تسجيل مبنى قبة جامعة القاهرة ومبنى برج الساعة في…
مهرجان “صيف طنجة الدولي” يختتم فعاليات دورته الثالثة ويبصم…