الدوحة - قنا
انطلقت اليوم أعمال المؤتمر الدولي حول "الترجمة وإشكاليات المثاقفة " الذي ينظمه منتدى العلاقات العربية والدولية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا / بمشاركة نخبة من أبرز المترجمين والأكاديميين والمختصين العرب والأجانب، ويعقد على مدى يومين. وتناول الدكتور محمد حامد الأحمري مدير منتدى العلاقات العربية والدولية في كلمة افتتاحية ، قضية الترجمة كعامل لتحسين العلاقات بين شعوب العالم، وكيف أن المترجمين يقومون بدور عظيم في حياة الشعوب، من حيث انهم نقلة الحضارات، وتقديرا لهذا الدور الثقافي كان الخليفة المأمون يعطي المترجم ذهبا بميزان كل كتاب يترجمه ، مشيرا إلى أن المترجم هو الأقل تحيزًا ؛ لأنه يتواصل مع ثقافة أخرى ويهتم بها ويعرف سلبياتها وإيجابياتها. وقال :" إن توجيه بعض الانتقادات للترجمة والمترجمين شيء طبيعي بل وصحي لأن الذي لا يتعثر هو الذي لا يمشي، وأن اللوم يوجه اليوم للعالم العربي لأنه توقف عن الترجمة والعمل". وأضاف "إن المؤتمر يسعى إلى التعريف بالجهود المختلفة المبذولة على مستوى العالم العربي في مجال الترجمة إلى اللغة العربية من مختلف اللغات وتطوير برامجها ، بالإضافة إلى التعريف بالمؤسسات التي تقوم بترجمة الادب العربي في الغرب وكيفية عملها وبرامجها واختياراتها، وكذلك تطوير نوعي من خلال تقديم القادرين واستشاراتهم فيما يترجم عربيا". واوضح انه سوف يتم تكريم 4 من كبار المترجمين العرب خلال المؤتمر الذي سيعقد سنويا، كما سيتم الاعلان عن جائزة ترعاها / كتارا / في الترجمة مرجئا تفاصيلها إلى وقت لاحق، داعيا المشاركين إلى بذل جهودهم لتحقيق أهداف المؤتمر والخروج بتوصيات تعمل على دفع عملية الترجمة من وإلى العربية بما يدفع عملية التنمية الثقافية في وطننا العربي. وخصصت أولى جلسات المؤتمر لمناقشة مشاريع معاصرة في الترجمة أدارها الدكتور مجاب الامام ، وتحدثت خلالها المترجمة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي، في ورقة كان مضمونها الترجمة المزدوجة " بروتا من العربية وإليها " وروت المترجمة العربية قصتها ورحلتها مع الترجمة في المهجر، حيث كانت تعيش في أمريكا وكيف أن غيرتها وحرقتها على الثقافة والأدب العربي الذي لم تجده في المكتبات الأمريكية دفعتها إلى تأسيس مشروع للترجمة في الثمانينيات بشكل فردي، وكيف أنها استطاعت بمشروعها هذا أن تستقطب نخبة من المثقفين الغربيين للمشاركة في عملية الترجمة هذه، وأنها خلصت من خلال هذه التجربة إلى "أن العالم ليس عدونا إذا استطعنا أن نقدم ما عندنا في أفضل صورة". كما تناول الدكتور هيثم غالب الناهي مدير المنظمة العربية للترجمة ، خلال الجلسة الاولى للمؤتمر ، مشروع المنظمة الذي تأسس في عام 1999في لبنان، موضحا أنها منظمة لا تهدف إلى الربح ، وقد ساهمت على مدى السنوات الماضية في ترجمة 28 كتابا في الفلسفة واللسانيات والاجتماع، وقد تطورت الخبرة التي وجدت دعما من عدد من المؤسسات العربية في الخليج لتتم ترجمات أخرى ؛ ليصل عدد الإصدارات حتى الآن إلى 287 كتابا، مؤكدا أن المنظمة تطمح إلى الوصول إلى ترجمة 100 كتاب سنويا. أما تجربة المركز القومي للترجمة في مصر فتحدث عنها المترجم طلعت الشايب موضحا أنه يعد الحلقة الخامسة في سلسلة مشاريع للترجمة عرفتها الحياة الثقافية في مصر ، وكان المركز بتأسيسه يهدف إلى الارتقاء بأوضاع الترجمة ولكن واجهته عدة مشكلات أعاقت مسيرته، وحدت من طموحاته كقضية ، وأشار إلى أن المركز احتفل في عام 2006 بترجمة الكتاب رقم 1000 ، وتمكن من الترجمة والوصول إلى 30 لغة منها لغات إفريقية مهمشة وإصدار عدد من سلسسلات في الترجمة كل سلسلة تعتبر مشروع ترجمة في حد ذاتها. وأضاف الشايب الذي قدم استقالته من إدارة المركز بسبب اعتراضه على عملية الكم في الترجمة دون مراعاة لعملية النوعية بأنه يطمح أن يتجاوز المركز المعوقات ، وأنه جعل عام 2014 هو عام الثقافة العلمية. أما المشروع الرابع الذي سلط المؤتمر عليه الضوء فهو مشروع " باني بال " للترجمة وهو مشروع شراكة بين العراقي صموئيل سيمون وزوجته مارغريت في بريطانيا، والمشروع حمل على عاتقه ترجمة الثقافة والأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية ، وجاء ليترجم أعمالا ، خلافا لما كانت تقدمه السفارات العربية في البلدان الأجنبية . وأوضح أن المشروع انطلق في سبتمبر 1998 من خلال مجلة دورية تصدر ثلاث مرات في السنة، وأنشأ جائزة للأدب العربي، وقد سمح هذا المشروع بمرور الأدب العربي المترجم إلى العالمية من خلال ترجمته إلى لغات عالمية أخرى ، كما عمل على ترجمة أدب الادباء العرب في أمريكا اللاتينية. أما الجلسة الثانية من اليوم الأول للمؤتمر فقد شهدت عرض تجارب شخصية لبعض المترجمين الذين كانت لهم إسهاماتهم التي لا يمكن المرور عليها ؛لأنها بصمة في عالم الترجمة وانفتاح الثقافات والشعوب على نفسها ومنها تجربة المترجم صالح عثماني وبيتر كلارك ومحمد الارناؤوط و أمنية أمين.