رام الله - وفا
افتتح في مؤسسة عبد المحسن القطان، ومركز خليل السكاكيني الثقافي، بمدينة رام الله، مساء اليوم الأربعاء، معرض الصور الفوتوغرافية 'مسافر'، للمصور الأرجنتيني إدواردو سوتيرس خليل. ويتناول المعرض جوانب من حياة المواطنين الفلسطينيين في مسافر يطا، جنوب الخليل، الذين يقدر عددهم بسبعة آلاف مواطن، حيث تضيق قوات الاحتلال الإسرائيلي سبل العيش عليهم لإجبارهم على ترك أرضهم، وتهجيرهم منها، لتحقيق أطماعها الاستيطانية. وقال المصور خليل الذي بات يفهم اللغة العربية، مع صعوبة في تركيب الجمل، خاصة أن والدته لبنانية، 'زرت مسافر يطا عند زيارتي لفلسطين، وأعجبت بالمنطقة وأهلها، وقررت العودة إليها وعمل معرض صور فوتوغرافية عنها وعن أهلها، لأنهم يستحقون الوقوف عندهم وليس المرور فقط'. وأضاف أن 'أهالي المسافر يعيشون بلا كهرباء وإمدادات للمياه، على بعد كيلومترات عديدة عن الخليل حيث الماء والكهرباء، وهم بذلك ظلموا من الاحتلال الإسرائيلي الذي يضايقهم بشكل مستمر، وأيضا من المجتمع الفلسطيني الذي لا يعطيهم حقهم في الحياة كباقي المدن والمناطق'. وأشار إلى أن أهالي المسافر استقبلوه بكل حب وترحاب، وساعدوه كثيرا ليخرج اليوم بهذا المعرض، 'فكل صورة موجودة لها قصة مميزة بحد ذاتها، ولها ذكريات خاصة لن أنساها أبدا'. وتابع أنه في بداية مشروعه لتوثيق الحياة في مسافر يطا، 'كنت متوقعا أنني ذاهب لناس خارج التاريخ والخارطة، ولا يدرون عما يدور حولهم شيئا، ولكنني وجدت أناسا لديهم حياة ويهتمون بما نهتم به، وليسوا بحاجة لمساعدة كما ظننت'. وقال: 'في هذا المكان تواصل مجموعة من الفلسطينيين غير المعروفين لدى الأغلبية، العيش في منطقة بلا ماء أو كهرباء أو طرق، منطقة معزولة عن كل ما هو خارجها بسلسلة من المستوطنات الإسرائيلية، التي تجعل الحياة في تلك المنطقة صعبة يوما بعد يوم'. وقال المواطن عودة ناصر النجادة، أو 'عيدو' كما أطلق عليه أهل المسافر، الذي استضاف المصور ادواردو ثلاثة أشهر في منزله، منذ أواخر الصيف الماضي، 'إن ادواردو يمتاز بالبساطة والصراحة والصدق، لذلك اعتبرته فردا من أفراد العائلة، وهمه أن يوصل الحقيقة'. وأضاف أن الصور المعروضة في المعرض، تعكس الواقع المعاش في مسافر يطا كما هو، دون تدخل من المصور أو من الأشخاص، ودون تصنع، 'إذ كان ادواردو يسير لمسافة لا تقل عن عشرة كيلومترات يوميا ذهابا ويعود المسافة ذاتها إيابا يلتقط الصور ويوثق الحياة في المسافر، حتى في حر الصيف، لم يتوان عن الخروج والتقاط الصور'. ومسافر يطا موطن لمجموعة من القرى الواقعة في الجنوب الصحراوي لمدينة الخليل، تضم عشرين تجمعا يقطنها سبعة آلاف مواطن. وينقل ادواردو عن المقيمين في المسافر وأصحاب الأرض، أن قصة واسم 'مسافر' بدأت في عهد العثمانيين حين كان جباة الضرائب يذهبون إلى تلك القرى ولا يجدون أحدا لجمع الضرائب فيدونوا الصفر في 'مسافر يطا'، أي دواوين وكتب الجمع.