القاهرة - أ.ش.أ
نظم "ملتقى الإبداع" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة لمناقشة ديوان الشاعرة سوزان عبد العال "خذ كتابي بيمينك"، أدارها الشاعر محمود الحلواني، وشارك فيها القاص والناقد محمد رفيع. بدأت الندوة بكلمة الحلواني الذي هنأ الشاعرة بالديوان الجديد، وقال إنها واحدة من أبرز وأهم شاعرات الجيل، وقد قدمت من قبل ديوان "اعترافات زليخة" عام 1999، و"هزائم مجانية" عام 2003، و"معزوفة الياتجان" 2008، وأضاف: الشاعرة تفارق دائما الأعراف والوصفات الجاهزة وهي قصيدة النثر، فهي لا تكتب اليومي والمعيش، لكنها تقدم القصيدة ذات الكثافة المجازية دون أن تستغلق قصيدتها على قالب. وتحدثت الشاعرة عن ديوانها قائلة إنه حالة ممتدة من 16 مقطعا، وأضافت أنها استخدمت المصطلح الصوفى وليس الحالة الصوفية، وتمنت أن يعود لقصيدة الفصحى رونقها وبريقها بعد طغيان القصيدة العامية على كل شىء، ثم ألقت الشاعرة بعضا من قصائدها. بعدها تحدث القاص والناقد محمد رفيع، فبدأ كلامه بالإشادة بموهبة الشاعرة، وقال إن هذا ديوان فارق عما تكتب الشاعرات فى هذا الزمن، فهو يجعل الإنسان يفكر فى ماهية هذا الكلام العصي على العامة! وأضاف أن قدرة الشاعرة على استخدام الكلمات مدهشة، وتساءل: ما هي الطاقة المخبوءة فى الكلمات؟، موضحا أن الشعراء من بدء التاريخ يؤثرون على الناس فى الأسواق كما يؤثرون على الملوك، وقيل قديما إن أحسن الكلام هو ما رق لفظه ولطف معناه وتلألأ رونقه وقامت صورته بين نظم كأنه نثر، ونثر كأنه نظم. وتابع: اللغة كائن حي متغير ينمو ويتطور، يتخلص من مفردات ويأتي بمفردات أخرى ودلالات جديدة، ومن خصائص الديوان الإيجاز، كيف تكون الرؤية واسعة والكلمات ضيقة والتوهج فى الدلالات، مضيفا: أن التلاحم بين القصيدة الواحدة من الخصائص التى تميز الديوان عن شعر الأقدمين، فالوحدة العضوية للقصيدة والبنية والتراكيب اللغوية وحدة الرمز وعمق الرؤية وشفافيتها. واختتم محمود الحلوانى بقوله إن أهم ما يميز هذا الديوان هو المفارقة بين الحسى والروحى ولكنه يلتبس بمعجم استعارى كونى صوفى فينهل من رموزه واستعاراته ويشير إلى ذات مقموعة تختبئ خلف هذا المعجم للتحايل على الواقع القاسى، ومن خلاله استطاعت الشاعرة أن تحقق التواصل مع العالم.