ريف دمشق - سانا
بهدف تدريبهم على إقامة محاضرات وندوات للأطفال تهدف إلى تنمية واقعهم الاجتماعي والثقافي والتربوي أقام المركز الثقافي بجرمانا ندوة تدريبية لمجموعة من المعلمين والخبراء الاجتماعيين والفنانين بحضور عدد كبير من المهتمين بهذا المشروع التثقيفي. وعن أهمية الدورة قالت المشرفة والمدربة ردينة حيدر إن هذه الدورة التي تقام في مركز ثقافي جرمانا تعمل على تمكين الأطفال من الارتباط بهويتهم الثقافية من خلال تواصلهم مع مدربين وخبراء ينمون لديهم حب القراءة والتعامل مع الكتاب والعمل على توسيع خيالهم وممتلكاتهم حتى نتمكن من تنمية آليات التفكير الإبداعي وتهيئة البيئة الاجتماعية المحيطة التي تلعب دورا مهما في مثل هذا الأمر إضافة إلى تنمية ثقافة اللاعنف. وقالت الخبيرة الاجتماعية والمدربة الرياضية غنوة بو رسلان.. لقد شعرت منذ أن بدأت التعامل مع هذه الدورة التدريبية بأنني مهيأة نفسيا لتعامل اجتماعي آخر مع أطفالي حيث تعمل هذه الدورة على تدريبنا وتعويدنا على محاولة خلق راحة نفسية للطفل عندما يذهب إلى القراءة والمطالعة حتى نعمل معا نحن والمدرسة والمركز الثقافي في خلق جيل واعد قادر على حماية بلده وتنمية قدراته. أما الفنانة التشكيلية عبير بريك فرأت أن هذه الدورات تساهم في تنمية قدرات الطفل من خلال الأهل الذين سيمتلكون قدرات ومعارف جديدة تساعدهم في زج أطفالهم بشكل كامل بالمطالعة ومتابعة الكتاب المدرسي بشكل نموذجي سليم والعمل على توزيع الوقت بين قراءة الكتب المدرسية وبين ما يجب أن يقرأه الطفل من كتب المطالعة ومراقبة ما سيستهلكه من وقت أمام التلفاز والحاسوب. ولفتت الى أن هذه الدورات أكسبت المتدربين خبرة واسعة في معرفة أهمية الحكاية الشعبية وكيفية استثمارها وإعادة ايصالها إلى الطفل بشكل مفيد يجعله مرتبطا بما تحتويه هذه الحكاية من قيم أخلاقية وتربوية يكون لها الأولوية التي تسبق أجهزة التلفزة والحواسب الالكترونية. وتمنى عبد الكريم حشيشو المحاضر في جامعة دمشق أن تتبنى وزارة التربية هذه الدورات وتعمل على رعايتها وتنشيطها من خلال تعاون فعال مع المراكز الثقافية وربط منظوماتها بمناهج مدرسية موازية لقدرات أطفالنا الإبداعية إضافة إلى مراعاة الخلفية العقلية للطفل التي يمكن من خلالها أن يتلقى ما هو أمامه. وبينت المشرفة في روضة الغد المشرق في جرمانا جلنار جاويش أن هذه النشاطات ضرورية ومن المفترض أن تعمم في المدارس والروضات والمراكز الثقافية لخلق علاقة تربوية حميمية بين الأطفال وبين من يرعاهم ويدربهم على المطالعة والقراءة لأننا فقدنا في الآونة الأخيرة كثيرا من السبل التي تساهم في تثقيف أطفالنا وتعويدهم على احترام الكتاب والتعامل معه بعد أن ضعفت قيمته أمام ما تسرب من وسائل تخريبية إلى الساحة الثقافية والتعليمية والتربوية. أما المشرفة النفسية في مركز اليوغا في جرمانا سعاد خويص فرأت أن هذه الظاهرة قد تساعدنا على صناعة الفرح عند أطفالنا وهم يقبلون على القراءة والمطالعة والثقافة وإبعادهم عن الملل وتعويدهم على البحث الدائم عن الكتاب بسعادة وارتياح لأن الحالة النفسية عند الطفل تلعب دورا كبيرا في إنماء حس الرغبة بالمطالعة والبحث عن الثقافة. وقالت إيمان حوراني المشرفة على منتدى الشباب في المركز الثقافي بجرمانا إن الفكرة الرئيسة التي تمكنا من الوصول إليها في هذه الدورة أن الأم التي تهتم بالقراءة والمطالعة وتلتزم بأوقات فراغها سوف تعكس هذا الأثر على جنينها حسب الدراسات العلمية والنفسية إضافة إلى مقدرة هذه الأم على تنمية مثل هذه الظواهر ومتابعتها إلى أن يصل ولدها قويا إلى الساحة الثقافية وهو يعتبر أن القراءة والثقافة هي أهم الأشياء التي يعيشها كما أن هذه الدورات هي كسر حقيقي لأسباب الأزمة وإصرار الأولياء والمثقفين والمدربين على خلق طفولة صحيحة وزرع مثل تتنامى وتكبر مع أطفالنا وصولا إلى مستقبل مشرق. وفي تصريحه لـ سانا ختم باسم حناوي رئيس المركز الثقافي قائلا إن ما يطرحه المتدربون والمشاركون في هذه التظاهرة التثقيفية والتدريبية جعلنا نخلق حالات إبداع جديدة نستثمرها في رعاية أطفالنا ولاسيما أن كل متدربة موجودة تطرح ما لديها ليعرفه الاخر فيتناقش الحضور بكل الرؤى الموجودة والمطروحة إضافة إلى ما تطرحه المشرفة على الدورة بأسلوب تربوي مبسط تغلب عليه الحكاية ومسرحة الطرح. وأضاف إن الهدف الأهم لإقامة مثل هذه الدورات هو تعويد المتدربين على تعميم هذه الظاهرة ومحاولة زرعها في أماكن عملهم وخلال تعاملهم الاجتماعي لأن المتدربين الموجودين هم شرائح اجتماعية وثقافية مختلفة ومتنوعة ويحمل كل واحد منهم سمات وخبرات قد تختلف عن التي يحملها الآخر.