المنامة - بنا
التّاريخ الذي لا يزال حيًّا، يتنفّس موسيقاه وصوت شعوبه، يستدير إلى الأمس حيث الحياة كانت تحمل صندوقها الموسيقيّ وتدير حكايا البلاد ورحلات النّاس فيها. أغنياتٌ من الرّوح، وألحان قديمة تمتدّ بجغرافيّتها منذ شمال أفريقيا وحتّى شرق آسيا تحملها لنا ريح بلاد (أذربيجان) إلى المنامة عاصمة السّياحة العربيّة 2013م، في رابع حفلات مهرجان البحرين الدّوليّ للموسيقى في نسخته مع الفنّان عليم قاسيموف وابنته، اللذين يحملان معهما موسيقى آذريّة روحانيّة، ويقدّمان الموسيقى كدرسٍ تاريخيّ يشرح تلك الألحان القديمة ويستعيد تردّد الثّقافات المتلاحقة. تنطلق موسيقى "عليم قاسيموف" مساء (الأربعاء، الموافق 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2013م) في السّاعة الثّامنة مساءً في الصّالة الثّقافيّة بالمنامة، ويمثّل الحفل جزءًا من مشروع لمبادرة الآغا خان للموسيقى ضمن برنامج مؤسّسة الآغا خان للثّقافة. وتعتنق الموسيقى الآذريّة روحانيّة مفرطة تمكّن من تلبّسها الفنّان عليم قاسيموف وابنته فرغانة، فصارا معًا جماليّة خاصّة واندماجًا فعليًّا ما بين نموذج موسيقيّ متأصّل مع خامّة شابّة جاهزة الصّقل. وهما الآن في طريقهما إلى منامة السّياحة برفقة رباعيّ من العازفين الشّباب ليقدّموا معًا موسيقى فلكلوريّة آذريّة معروفة باسم المقام، وهي تعكس مزيجًا من الإرث العربيّ، الفارسيّ والتّركيّ الذي أودعته الحضارات والشّعوب في مراكز الثّقافة في شمال أفريقيا والشّرق الأوسط وغرب ووسط آسيا على مدار أكثر من 1000 عام على ثقافة إقليم القوقاز الممتدّ من جنوب جبال القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين. ويتجلّى هذا الإرث في الأغاني الشعبيّة التي يتغنّى بها الشعراء المعروفون باسم (العاشقين). تجدر الإشارة إلى أنّ قاسيموف قد حاز في العام 1999م على جائزة المؤدّين التي يمنحها مجلس الموسيقى الدوليّ التّابع لليونسكو تقديرًا لعطائه الفنّيّ الكبير ومسيرته الحافلة التي عَمِلَ فيها مع أسماء فنية لامعة مثل: يويو ما وفرقة طريق الحرير، متنقّلاً بين شعوب العالم، وناقلاً إليهم فلكلور وطنه الأمّ في حوار ثقافيّ موسيقيّ بديع.