الرباط - وكالات
بفضاء المسبح البلدي بآسفي، نَظّمَت جمعية بامبرا للتراث الكناوي والتبادل الثقافي يوم الأربعاء 12 يونيو 2013، ابتداءا من الساعة الثامنة ليلا، ليلة شعبانة الأولى، تحت شعار " دلالات الألوان السبع في الفن الكناوي " بشراكة مع وزارة الثقافة وعمالة آسفي والجماعة الحضرية لآسفي، تكريما للمرحوم سالم ناما المُلقّب ب " خالي امبارا " قيدوم الفنانين الكناويين بالمغرب، والذي وافته المنية مؤخرا عن سن تجاوز 120 سنة، و هو من المُعَمّرين عاصر ستة ملوك مغاربة، كما سلمت لزوجة المرحوم سالم هدايا تذكارية ومادية من قبل بعض الجمعيات. وقد أدار فقرات هذه الليلة الكناوية الصحفي الإذاعي عبد الجليل التحادي، بمشاركة فرق اكناوية يترأسها كل من المعلم عبد السلام عليكان، والمعلم محمد قاقة والمعلم سعيد تهلاوي، والمعلم رشيد بن الطير، والمعلم نورالدين مدولة، والمعلم محمد قريش.وللتذكير يعتبر المرحوم سالم ناما المُكَرّم من قبل جمعية بامبرا، كما صرح لنا بذلك الباحث والمعلم الكناوي محمد قاقة، من ذوي الأصول السودانية، وواحد من أواخر المراجع الكناوية الأصيلة بالمغرب وآسفي، سبق أن اشتغل كخادم مكلف بالسخرة لدى القائد الحاجي وبلحمادية، دخل آسفي فارا من الصويرة أثناء عملية بيعه، ضمن العديد من أفراد عبيد اكناوة، من مناطق كرات وزاوية تالمست والنجوم، وكونوا أول ظهور فعلي لكناوة بآسفي، التي تتقاسمها مدرستان اكناويتان: مدرسة زاوية سيدي واصل التي ينتمي إليها سالم ناما والتي أسسها المعلم فاتح الكراتي، ومدرسة بياضة التي أسسها المعلم صامبا الأب الروحي لكناوة بآسفي، الذي دخل آسفي فارا من الصويرة خوفا من بطش أبيه، الذي كان مكلفا بمعاقبة " البّاخر " الخارجين عن العرف، ومن تم انطلق في تنظيم ليالي اكناوية لدى أعيان المدينة، ومنهم بعض الباشوات. الأمر الذي ساهم في تشكيل الثقافة الكناوية بآسفي بفعل عامل القرب الجغرافي من مدينة الصويرة، ونتيجة التصاهر والتزاوج بين الأسر الكناوية بكل من آسفي والصويرة. وفي تصريح خصنا به لحسن الصلحي أحد جيران المرحوم سالم ناما أكد فيه أن " المرحوم سالم ناما او خالي سالم كما يناديه الجميع، ذاكرة حية يغذي أسماعنا بحكاياته وتجاربه ومعاناته مع المستعمر والقياد، وكثيرا ما أتحفنا ونحن أطفال بإيقاعات القرقبة والطبل، إنه نعم الجار.. " واصفا المرحوم " بآخر معلم اكناوي عايش الإستعمار ". يُشار أن جمعية بامبرا للتراث الكناوي المُنَظمة لليلة شعبانة الأولى، تأسست في صيف 1999 ضَمّت بعض كبار شيوخ اكناوة المعلمين مثل: المرحوم المحجوب الكناوي، و المرحوم رزوق العرنوتي، كما شاركت الجمعية في 2003 بمهرجان الصويرة موسيقى العالم، ومَثّلَت المدينة في عدة ملتقيات بالجديدة وأكادير والشماعية. و تهدف الجمعية إلى التعريف بالتراث الكناوي والمحافظة عليه، و جعل الجمعية مجالا لتبادل الثقافات والحفاظ على الفن الكناوي من الإندثار، والقيام بدورات تكريمية لفائدة بعض شيوخ اكناوة محليا ووطنيا، وتنظيم ليلة الأول من شعبان سنويا، و تنظيم ملتقيات وتظاهرات ومهرجانات، و القيام بأبحاث وندوات في الثقافة الكناوية، والعمل على خلق مركز لكناوة لتلقين هذا الفن، والدخول في شراكات وربط علاقات تعاون مع الجمعيات الأخرى بهدف تنمية المدينة، و تنظيم حفلات موسيقية اكناوية لفائدة الأطفال وذوي الإحتياجات الخاصة.