مكناس - المغرب اليوم
انطلقت السهرة الأولى الافتتاحية لملتقى مكناس للموسيقيين الذي تنظّمه المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة، في دار الثقافة محمد المنوني، وهي سهرة دمجت بين موسيقى الفن المكناسي النسائي العريق عن طريق ما أدته فرقة المعلمة ليلى، وبين موسيقى المعلم مولود المسكاوي القادم من الراشيدية والمتأثر بالموسيقى الإفريقية، محتفين بتيمة الدورة التي اعتبرت "الإيقاع، نبض الحياة".
وأمتعت الفرق الموسيقية الجمهور الذي كان على موعد مع الموسيقى المغربية المعتمدة على آلات الإيقاع، تماشيًا مع الملتقى في نسخته الثانية، والذي اختار حسب المنظمين، "الاحتفاء بالموسيقى الإيقاعية والفنانين والفاعلين في هذا المجال محليا ووطنيا"
ونجح المعلم المسكاوي الآتي من الراشيدية والمتشبع بالفن البلدي وبالإيقاعات الإفريقية، في شدّ الجمهور وجعله يعيش حالة من الغرام القصوى التي تجعله منغمسًا فيما يؤدّيه من ألوان موسيقية مختلفة، بين ألحان جنوب إفريقيا وشمالها، مستهلًا فقرته التي امتدت ساعة من الزمن بـ "السودانية" وهي مقطوعة غنائية خاصة تمزج الإيقاعات الإفريقية بالمغربية الصحراوية والكناوية، ليستمر على مرّ أكثر من ساعة من الزمن في إمتاع الجمهور بمعزوفاته مثل "ماما أفريكا"، "يا رجال البلاد"، "مولات الخلالة"
وعاش الجمهور المكناسي على إيقاع الموسيقى التراثية للعاصمة الإسماعيلة، وذلك بفضل فرقة المعلمة ليلى التي احترفت نساؤها فن "المعلمة التراثي"، الذي يؤدي بالأساس "المصمودي" وألوان أخرى مثل "الدروز" و"الرفدات" و"السوسية"، وهو ما لقنتهن إياه معلمة الفرقة الكبيرة فاطمة، التي علمت كل عضوات الفرقة وأمدتهن بقواعد وأساسيات الحرفة التقليدية الشعبية.
واعتبرت المعلمة ليلى، أن ملتقى مكناس للموسيقيين، يعدّ فرصة للقاء وتبادل التجارب والتعرف على أنواع مختلفة من الموسيقى المحلية والوطنية، وتسليط الضوء على أنواع خاصة من الموسيقى المغربية التي تتمتع بتنوعها على مستوى الألحان والإيقاعات وكذلك على مستوى الآلات الموسيقية المستعملة فيها.
يشار إلى أن السهرة الثانية، مساء السبت بقاعة دار الثقافة محمد المنوني، ستشهد تكريم محمد اللوز، أحد أشهر أعضاء فرقة تكادة، الذي أسس فرقته الخاصة، والذي طبع ذاكرة الجمهور المغربي باحترافه العزف على الآلات الإيقاعية "طعريجة، كونكاس"، بالإضافة إلى ظهوره في العديد من الأعامل السينمائية كممثل، كما ستحتفي السهرة بألوان موسيقية شعبية محلية ووطنية أخرى، بفضل مشاركة كل من مجموعة حمادشة فاس بقيادة عبد الرحيم العمراني والأمريكي جون فيا، بالإضافة إلى الطائفة العيساوية الأخوين برئاسة المقدم عبد الصمد الهادف، ويذكر أن النسخة الثانية من الملتقى، هي امتداد لنجاح عرفته الدورة الأولى منه، حيث احتفى خلالها موسيقيو مكناس العام الماضي بآلة القانون، وشارك في هذا الموعد الموسيقي الأول من نوعه العديد من العازفين على آلة القانون، وقدموا مقطوعات موسيقية تراثية محلية وعالمية.