هبريس - المغرب اليوم
نظم المعهد الفرنسي بطنجة، مساء الأربعاء، لقاءً مع الإعلامي والكاتب خالد الجامعي حول كتابه الأخير "كان يا مكان".
وعرفت بداية اللقاء استهلالاً تعريفيا من طرف مسيّرة اللقاء إيمان بلفقيه، استعرضت خلاله بشكل مختصر أهم المحطات التي عرفتها حياة الجامعي العملية.
بساطة الشخصيات وغياب "البطولة" في قصص مجموعة "كان يا ماكان" كانت الملحوظة الأولى من طرف مقدمة اللقاء، وهو ما عزاه الجامعي إلى أن ذلك كان عن قصد، كي يكون البطل الحقيقي هو القصة نفسها بغض النظر عن شخوصها.
شخصية "ميم"، التي أطلت في إحدى قصص الكتاب، أوضح الجامعي أنها تمثل كل مغربي، فهو الشخص الذي يعيش بداخل كل منا، حيث يصف الكتاب كيف تضطرم المشاعر داخله، كيف يحاول أن يتعرف على ذاته، قبل أن يصل إلى نتيجة "هناك شيء ليس على ما يرام يجري بداخلي، لكنني لا أعرف ما هو".
"ميم" سيتعرض للإيقاف والاعتقال لكنه رغم ذلك سيحافظ على رضاه عما حدث، معبرا عن ذلك بقوله: "المهم أنني لم أعتقل لسبب سياسي، بل من أجل السرقة"، يضيف الجامعي موضحاً.
واستطرد الجامعي متحدثا عن مجموعته القصصية، وسط حضور ملحوظ بالمكتبة الوسائطية بالمعهد المذكور، أن "كان يا ماكان" حاول أن يمزج بين المتخيّل والواقعي في كثير من صفحاته، متناولا بذلك عددا من الظواهر المجتمعية.
وكعادته في السخرية اللاذعة، ضرب الجامعي مثالا عن الشخصية المغربية متناولا جملة "أنا.. وأعوذ بالله من قولة أنا"، معتبرا ذلك خطأ فادحا، باعتبار قائل الجملة يلغي وجوده، متسائلا: "كيف يمكن لبلد أن يمر إلى الحرية والديمقراطية بهذه الطريقة؟".
"المهدي المنتظر"، المعتقل السري "درب مولاي علي الشريف"، حُرمة الكاريكاتير، المرأة، السلطة والنظام، كانت أيضا مواضيع تناولها الجامعي في عجالة، سواءٌ من خلال حديثه عن كتابه، أو من خلال أحاديث من وحي اللحظة.