مدريد ـ وفا
افتتح في العاصمة الإسبانية مدريد أمس الأربعاء، العرض الأول لفيلم 'ابن الآخر' للمخرجة الفرنسية لورين ليفي، ومن إنتاج فرنسي للعام 2012، بدعوة من جمعية 'السينما تعلم' الأهلية ضمن برامجها وندواتها الثقافية والسينمائية، وشارك فيها نائب السفير السفير الفلسطيني مستشار أول محمد عمرو، ومسؤول الجالية الفلسطينية في إسبانيا مروان البوريني.
وتلت الفيلم ندوة بعنوان 'الصراع في الشرق الأوسط: دعوات للأمل'، أدراها وزير الخارجية الإسباني السابق ميغيل أنخل موراتينوس.
وتناول موراتينوس الوضع في الشرق الأوسط وعملية السلام، وقال: قريبا سيمر 100 عام على وعد بلفور والانتداب البريطاني على فلسطين التاريخية، وقريبا سنحيي ذكرى مرور70 عاما على قرار التقسيم والذي أعلن بعده دافيد بن غوريون بشكل منفرد إقامة دولة إسرائيل، واعترف بها العالم الذي ينكر حاليا على فلسطين انضمامها للأمم المتحدة كدولة عضو، ويعتبرون ذلك تصرفا أحادي، أما ما قام به بن غوريون فماذا يمكن أن نسميه؟
واعتبر موراتينوس أن الاتحاد الأوروبي مقصر، ويجب عليه الاعتراف بفلسطين دولة قائمة على حدود 1967، ومن ثم يتم التفاوض بين دولتين قائمتين أي فلسطين وإسرائيل.
وأشار في معرض حديثه إلى آثار سلبية لانتفاضة الأقصى عام 2000، التي أعطت بعض المتطرفين في إسرائيل الحجة لرفض السلام الذي وقعه الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل إسحق رابين.
وقال: نخاف اليوم من أن تسقط القضية الفلسطينية في غياهب النسيان والملل والتكرار من الحديث عنها وعن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحله، ونحن هنا أمام نوع من الأفلام جاءت لتحيي فينا الأمل بأن السلام ممكن بين الشعوب والمواطنين، وإن القادة يتحملون المسؤولية في إقامته ولكن لا يجب أن يتم فرضه بالقوة، يجب أن يتم بالإقناع ومواصلة عمل المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني كذلك، من أجل بناء جسور الثقة وثقافة السلام، ويكفينا ضحايا وحروبا ويجب أن نعمل كي ينال الشعب الفلسطيني حقوقه وتتحقق له العدالة. غالبية المجتمع الإسرائيلي حاليا مع حل الدولتين، ولكن يبدو أن هناك أزمة ثقة أحيانا.
وأضاف موراتينوس أن فلسطين وبعد الإعلان عن حكومة الوفاق الوطني، ما زالت تنتهج سياسة الحوار والتفاوض، وأن الرئيس محمود عباس يبذل كل جهوده من أجل إقامة السلام والعدل، وأن الفلسطينيين موحدون يعملون من أجل السلام، وحماس تقبل بشروط المجتمع الدولي وتوافق على برنامج حكومة الرئيس الفلسطيني.
يذكر أن الفيلم يتناول قصة عائلتين فلسطينية وإسرائيلية، يتم تبادل أبناؤهما على وجه الخطأ في مستشفى الولادة في حيقا، ومن ثم يتربى كل طفل لدى العائلة الأخرى، وبعد بلوغه الثامنة عشرة وأثناء إجراء الفحوصات الطبية يكتشف ابن العائلة الإسرائيلية أنه ليس ابنا لهذه العائلة، وتتوالى الأحداث في قالب درامي مؤثر جدا.
ويسلط الفيلم الأضواء على بعض من معاناة الشعب الفلسطيني، أحيانا على الحواجز ونتيجة الجدار، وكيف تعيش كل عائلة في بيئة مختلفة جدا عن الأخرى رغم القرب الجغرافي (رام الله وتل أبيب).