بيروت - ميشال حداد
نظمت مؤسسة الغوث الإنساني للتنمية (مؤسسة لبنانية فلسطينية خيرية) بالتعاون مع هيئة الإغاثة وحقوق الإنسان والحريات التركية (إي ها ها) (IHH) الأحد، حفلا يحاكي عرسا فلسطينيا تراثيا بمشاركة العشرات من الأطفال الفلسطينيين الأيتام اللاجئين في العاصمة اللبنانية بيروت، تأكيدا على "التمسك بفلسطين وبحق العودة".
وشارك في الحفل الذي أقيم بمناسبة أسبوع اليتيم العالمي، العشرات من الأطفال الفلسطينيين الأيتام والذين تكفلهم هيئة الإغاثة التركية، بحضور القنصل التركي في لبنان مظفر دويان ومدير مكتب وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) في بيروت إبراهيم أربير، والقنصل الفلسطيني في لبنان رمزي منصور، وحشد من الشخصيات واللاجئين الفلسطينيين.
وتوزع الأطفال الذين أتوا من المخيمات الفلسطينية المنشرة في مختلف المناطق اللبنانية على عدة فرق راقصة بألبستهم التقليدية، مؤدين أجمل الرقصات والدبكة الشعبية على وقع أغان باللهجة الفلسطينية.
وبدأ الحفل الذي يحاكي تقاليد العرس الفلسطيني، بتجهيز العروس بلباسها الأبيض وحجابها المزخرف، على وقع رقص الفتيات و"الزغروطة" الفلسطينية.
وبعد تجهيز العروس بدأ الفتية بزيهم التقليدي تجهيز العريس بحلق شعره وإلباسه الكوفية العربية، بالتزامن مع رقصات فنية مميزة أداها الأطفال الأيتام، وانتهى "العرس" بالتقاء العروسين على وقع أنغام "الزغروطة" وتهاني الحاضرين.
الأطفال أكدوا خلال الحفل تمسكهم بحق العودة إلى فلسطين (الأناضول)
تمسك بالعودة
وفي الختام جسد عدد من الأطفال النكبة الفلسطينية التي وقعت عام 1948 بطرد الفلسطينيين من أراضيهم، حيث حمل الأيتام مجسما للمسجد الأقصى إلى جانب أمتعتهم وأغراضهم، وهم يغادرون أرض فلسطين على أمل العودة إليها قريبا.
مدير مؤسسة الغوث الإنساني للتنمية محمد معروف قال في كلمة له قبيل بدء الحفل، إن "هذا النشاط أتى ليؤكد على تمسكنا بتراثنا الفلسطيني وعلى أحقية عودتنا إلى أرضنا ووطننا فلسطين، مشيرًا إلى أن العرس الفلسطيني يجسد فلسطين بكل أطيافها ومكوناتها وصمود أهالها.
وتابع "نحن لم ولن ننسى أرض وتقاليد وعادات أجدادنا، ومهما طال الغياب فإن البوصلة تبقى فلسطين والقدس"، مقدمًا الشكر لتركيا رئاسة وحكومة وشعبا على دعمها الدائم للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية والمحلية.
من جانبه قال رئيس وفد هيئة الإغاثة التركية مصطفى كسكين إن "الهيئة تكفل أكثر من ألف يتيم فلسطيني في لبنان من الناحية التعليمية والحياتية اليومية"، مشددا على الاستمرار بالوقوف إلى جانب هؤلاء الأطفال ماديا ومعنويا.
ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948 مع "النكبة" الفلسطينية، وما زالوا بعد مرور أكثر من 66 عاما يوجدون في 12 مخيما منتشرا في أكثر من منطقة لبنانية، بينما قدرت الأمم المتحدة عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بحوالي 460 ألفا.