دبي ـ المغرب اليوم
يتابع الفنان التشكيلي الإماراتي عبد الرحيم سالم في معرضه الذي افتتح مساء أمس الأول في "غاليري فن - آ بورتيه"، في فندق كمبنسكي في مول الإمارات، المضي في مشروعه الذي بدأه منذ سنوات بعنوان "مهيرة"، إذ يقدم ثمانية وعشرين عملاً تستحضر شخصية حكاية الفتاة الشعبية "مهيرة" إلى جانب الرجل، معيداً اختزال الحياة والطبيعة عبر تكوينات تشكيلية للرجل والمرأة .
يشتغل سالم مع طالبته الفنانة منى الشامسي جدارية تستهل أعمال المعرض معلناً بذلك عن انطلاق مبادرة "دبي تتحدث فناً"، فتقول المديرة الإدارية للغاليري نور الأسكر: "إن المبادرة تأتي ضمن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبتنظيم من إدارة الغاليري، وتهدف إلى تعميم الفعل الجمالي عبر تقديم لوحات للفنانين الإماراتيين على الجدران في الأماكن العامة، وبعمل الفنان عبد الرحيم سالم تنطلق المبادرة لتستقطب الفنانين الإماراتيين الرواد إلى جانب الشباب" .
ويظهر في أعمال سالم الجديدة التي تأتي كلها بالأكريليك على القماش، اعتماده على الخط والتكوين، منتقلاً بذلك من تجربته السابقة التي بدا فيها غارقاَ أكثر في التجريد ومستنداً إلى اللون وطاقته، يقول حول ذلك: "حاولت خلال الأعمال الجديدة أن أركز على الخط وعلى بناء التكوين البشري في الأعمال، فالمتابع يجد أن قيم الفاتح والغامق تظهر أكثر في الأعمال الجديدة، والتكوينات كلها مشغولة بالخط وضربات الفرشاة العنيفة نوعاً ما، محاولا بذلك إنتاج صيغة جديدة في بناء اللوحة لدي، تتناسب مع الموضوع الذي أعمل عليه" .
ويدخل تكوين الرجل إلى جانب شخصية "مهيرة" في أعمال سالم، فلا تظهر وحيدة كما ظلت في أعماله السابقة، ويؤكد: "منذ اشتغالي على مشروع "مهيرة"، وهي لا تخلو من أعمالي، وإنما تتبدل وتظهر بأشكال عديدة داخل العمل، وفي الأعمال الأخيرة تظهر إلى جانب الرجل بأنماط ووجوه مختلفة، إذ أسعى إلى رؤيتها من جديد بحضورها الكامل" .
ويبحث سالم في المسافة بين التجريد والتعبير، فيشتغل على المساحات اللونية والتكوينات التي تخدم التكوين الرئيسي في عمله "التكوين البشري"، فتظهر ملامح بيوت، ومقاعد، ونوافذ، حيث يعيد إنتاجها تجريدياً ليمنح العمل خصوبة بصرية أعلى، ليشكل من خلالها علاقة بين رؤيته وذهنية المتلقي .
ويتسع حضور "مهيرة" في عمله من دائرة المرأة الإماراتية الجميلة التي روت عنها الحكايات الشعبية الكثيرة، إلى شخصية الأنثى بصورة عامة، ويزداد ليشمل مفهوم تكامل الحياة بحضور الرجل إلى جانبها، فيشير سالم إلى أن مهيرة التي قدمها في أعماله منذ سنوات اتسعت في مفهومها الأول لتصبح صورة عن الأنثى بمفهومها الكوني .
ويضيف سالم إلى أعماله الجديدة طاقة حركة عالية تنكشف في ضربات الفرشاة التي يوظفها في إنتاج سلسلة علاقات بصرية في لوحته، تتمثل في الشكل واللون والخطوط، فتظهر كلها مشغولة بعفوية مقصودة، تعمق مفهوم التجريد في بناء لوحته . -