لندن - أ.ف.ب
من عروض الأزياء الأولى بعد الحرب العالمية الثانية في فلورنسا إلى التصاميم المعروضة في أسبوع الموضة الاخير في ميلانو مرورا بفساتين نجمات هوليوود، يقدم معرض في لندن لمحة عن الموضة الإيطالية في ذروة مجدها في خضم الصعوبات التي يواجهها حاليا هذا القطاع.يطلق معرض "رقي الموضة الإيطالية 1945-2014" فعالياته السبت في متحف "فيكتوريا أند ألبرت ميوزيوم" مع حوالى 100 قطعة لمصممي أزياء مشهورين أو منسيين ويعود بالزائر إلى بدايات هذا القطاع في فترة خطة مارشال.بفضل هذه المساعدة الاميركية اصبحت الموضة الإيطالية من القطاعات الأساسية في إعمار بلد مزقته الحرب. وهي تمكنت في هذا المجال من منافسة باريس بفضل جهود رجل الأعمال جوفاني باتيستا جورجيني الذي استقطب الشراة الدوليين، لا سيما المتاجر الأميركية الكبيرة. ونظم أول عرض أزياء في شباط/فبراير 1951 في دارة رجل الأعمال في فلورنسا قدمت خلاله فساتين أنيقة ولباس بحر.وأوضحت سونيت ستافيل القيمة على هذا المعرض أن "إقناع جورجيني الشراة الدوليين بإضافة فلورنسا إلى باريس في خريطهم الخاص للموضة استقطب الصحافة الدولية إلى إيطاليا وزاد القدرة الشرائية في البلاد".وجرت العروض التالية في "سالا بيانكا" الجناح الفخم في قصر "بالاتسو بيتي". وتظهر الأفلام المصورة في تلك الفترة رجالا يدخنون ونساء يستخدمن المراوح اليدوية. وبقيت ماركة "إيميليو بوتشي" الماركة الوحيدة التي لا تزال رائجة من تلك التي ساهمت في إطلاق الموضة الإيطالية والتي طوى النسيان غالبيتها، مثل "فانا" أو "إميليو شوبيرث" التي عرض لها في المعرض فستان حريري بلون زهري متدرج.وساهمت نجمات السينما في زيادة شهرة التصاميم الإيطالية، نظرا للعدد الكبير من الأفلام التي صورت في استوديوهات "تشينيشيتا" في الخمسينيات والستينيات.ويقدم المعرض، في جملة معروضاته، فستانا من تصميم دار "سوريلي فونتانا" ارتدته آفا غاردنر وعقدا وخاتما مرصعين بالزمرد والماس قدمهما ريتشارد بورتن لإليزابيث تايلر خلال تصوير فيلم كليوباترا في روما. وزادت صادرات المصممين الإيطاليين المتميزين بدرايتهم وبأسعارهم الأرخص من تلك المعتمدة في باريس، بالاستناد إلى صناعة نسيج مزدهرة وموزعة جغرافيا في البلاد، فالحرير كان يصنع في كومو والصوف في بييلا والجلد في توسكانا.وفي الثمانينيات، باتت ميلانو عاصمة الموضة الإيطالية واكتسبت التصاميم الإيطالية شهرة عالمية.ويقدم القسم الأخير من المعرض أحدث تصاميم الدور الإيطالية، من حذاء أسود مرصع بالأحجار الكريمة من ماركة "دولتشي أند غابانا" إلى فساتين سهرات "فالنتينو" و"ارماني".وهو يتطرق أيضا إلى مستقبل هذا القطاع الذي يواجه صعوبات اقتصادية مع تقدم المصممين في السن. وقالت القيمة على هذا المعرض إن "القطاع يدرك أنه بحاجة ماسة إلى التغيير وقد عينت الغرفة الوطنية للموضة في إيطاليا البريطانية جان ريف مديرة لها".وقد أعرب المصممون عن رغبتهم في هذا التغيير خلال فيلم يبث في نهاية المعرض.واعتبر جاكوبو إترو مدير تصاميم الأكسسوارات والجلد والنسيج في دار "إترو" أنه "ينبغي للموضة الإيطالية أن تصحو. ونحن بحاجة إلى دم جديد"، مشيرا إلى أن مصممين تخطوا السبعين لا يزالون يمارسون نشاطهم.وقد تلقى هذه النداءات آذانا صاغية من رئيس الوزراء الجديد ماتيو رينزي (39 عاما) الذي زار المعرض مساء الثلاثاء خلال رحلة له إلى لندن.