دمشق ـ سانا
أقام اتحاد الفنانين التشكيليين معرضا فنيا شارك فيه مجموعة من الفنانين السوريين الذين أضافوا حالة جديدة إلى طبيعة الفن التشكيلي وهي أسلوب الغرافيك الذي يعتبر امتدادا لعراقة الفن السوري وأصالته الموجودة منذ القدم.
وقال ماهر عازار معاون وزيرة الثقافة: لقد قدم الفنانون المشاركون تقنيات مبتكرة نقلت الواقع وعبرت عن تداعياته بأسلوب تنويري وجمالي إلا أنهم تجاوزوا الحالة الكلاسيكية لدعم لحركة التشكيلية وإضافة ثقافة تمتلك عناصر جمالية واجتماعية مهمة تعكس تطلعات الشعب السوري وقدرته على افراز المثقفين والفنانين والمبتكرين مهما بلغت الصعوبات.1
وعن مشاركته قال الدكتور نبيل رزوق: الغرافيك هو فن جديد في تاريخ سورية إلا أنه يرتكز على تراث قديم أضيفت إليه أشياء اخرى وجديدة ويعتمد الان على الخط والطباعة وله أنواع مختلفة كالإعلام واللوغو والشعار واللوحة الفنية والحفر والطباعة والطباعة الحجرية وأشياء أخرى ما جعل هذا النوع من الفن يضيف تقنيات تعبيرية جديدة.
في حين قالت الفنانة المشاركة لينا ديب إن أهمية المشاركة بالمعرض في هذا الوقت بالتحديد تؤكد مدى استمرار الشعب السوري في تطوير حضارته إضافة إلى صناعة الفرح والأمل واستمرار العطاء وأن مثل هذا النوع من الفن يحتوي على نموذج يجمع بين اللون والخاتم الذي يستخدم بالطباعة ما يساهم في تكوين عمل فني يرتكز على الأصالة ويقدم النموذج المعاصر وهذا ما تناولته في لوحتي الحضارة الأوغاريتية وهذا من دواعي وجود حضارتنا القديمة والمستمرة.
وتابعت: ولقد حاولت أن أعكس في لوحتي التي شاركت فيها مدى اعتزاز الأم بابنها الشهيد والأثر الإيجابي الذي تؤديه الشهادة للشعب وللوطن دون أن أترك فرقا في الحالة التعبيرية بين استخدام الألوان المائية واستخدام الغرافيك.
ورأى الناقد سعد القاسم أن ما قدمه الفنانون المشاركون يترك احتمالات وهوامش كثيرة في التعبير عن مكونات الفنان السوري الذي أخذ مواضيعه من طبيعته ومن شعبه ولاسيما أن الفنان أضاف إلى الأبيض والأسود ألوانا أخرى تجعل هذا النوع من الفن مقاربا للألوان الزيتية.1
وقالت الفنانة صريحة شاهين إن المعرض الذي جمع باقة من الفنانين السوريين هو تأكيد على وعي الشعب السوري ومدى اتساع خياله الحضاري الذي يبتعد عن كل ما دخل الواقع من أخطاء فالفنانون يستمرون بمحاولة تطوير الحضارة وياخذون مادتهم من ناسهم وحياتهم اليومية ما يدل على نجاح المعرض وقدرة هؤلاء الفنانين على العطاء.
بينما اعتبرت الفنانة التشكيلية تهامة مصطفى أن استخدام أسلوب الغرافيك في اللوحات الفنية المعروضة دليل على قدرة الفنان السوري على الابتكار وعلى امتداد تاريخه الحضاري ومتانة جذوره بعد أن أثبت وجوده على كل الصعد الفنية وقدم فيها إبداعا تاريخيا أراد أن يضيف إلى ذاكرته التاريخية هذا النوع الذي يؤكد وجود حضارة فنية للشعب السوري قديمة قدم هذا الإنسان العريق وهو الآن يشتغل على استمرارها.
وتعتبر اللوحات المشاركة محاولة فنية جديدة قدمها بعض الفنانين السوريين الذين استطاعوا أن يكونوا خبرة ثقافية بصرية جعلتهم يفكرون بإضافة شيء جديد على الساحة التشكيلية إلا أن الواقع يجعلنا نقر بأن استخدام تقنيات أخرى مع الرسم قد تخلق حالة جمالية إلا أنها تؤثر على الحالة الإبداعية ما يقلل من شأن اللوحة علما أن صاحبها قادر على الإبداع.