كارانغاسيم ـ المغرب اليوم
تكثف السلطات المحلية استعداداتها في بالي أهم الجزر السياحية في إندونيسيا تحسبا لثوران بركاني محتمل في أي وقت، وذلك خصوصا عبر تجهيز عشرة مطارات لاستقبال السياح ونحو مئة حافلة لإجلاء المسافرين.
ويسجل نشاط بركاني لافت منذ الشهر الماضي في قمة اغونغ على علو أكثر من ثلاثة آلاف متر وعلى بعد حوالى 75 كيلومترا من الوجهتين السياحيتين الرئيسيتين كوتا وسيمينياك، وسط مخاوف من أن يدخل البركان في حالة ثوران للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن.
وحتى الآن، لا يزال المطار الدولي في دنباسار عاصمة بالي التي تستضيف سنويا ملايين السياح الراغبين بالتمتع بشواطئها الخلابة المعروفة بأشجار النخيل، في منأى عن هذه المخاطر. لكن بلدانا كثيرة في منطقة آسيا-المحيط الهادئ بينها سنغافورة واستراليا أصدرت توصيات لمسافريها بتوخي الحذر.
وفي استباق لاحتمال الثوران، تعتزم السلطات الاندونيسية تحويل مسار الطائرات المتجهة إلى بالي نحو عشرة مطارات أخرى بينها خصوصا في جزيرة لومبوك المجاورة وأيضا إلى العاصمة جاكرتا في جزيرة جاوا.
وقال وزير النقل الاندونيسي بودي كاريا سومادي إن "مسار الطائرات سيحول إلى المكان الأقرب".
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أقفل مطار بالي موقتا بسبب ثوران بركان جبل رينجاني في لومبوك الذي قذف سحبا من الرماد.
وبالإضافة الى المطارات، تم تجهيز أكثر من مئة حافلة لإجلاء السياح العالقين في بالي في اتجاه جزيرة لومبوك بحسب وزارة النقل.
وتراقب شركات طيران من كثب الوضع كما أن بعضها يتحسب لاحتمال الثوران البركاني. فقد اقترحت شركة الطيران السنغافورية "سنغابور ايرلاينز" على ركابها الذين اشتروا بطاقة سفر إلى بالي بين 23 ايلول/سبتمبر و2 تشرين الاول/اكتوبر تبديل مواعيد رحلتهم أو استرداد ثمن تذكرتهم.
وتم إعلان مستوى الإنذار الأقصى في 22 ايلول/سبتمبر من السلطات الاندونيسية التي توصي بالبقاء على مسافة تفوق تسعة كيلومترات من فوهة البركان بعيدا من المناطق السياحية.
- تزايد في الهزات -
وقال كريستوف لانغه وهو سائح الماني يمضي اجازة على بعد حوالى خمسة عشر كيلومترا من البركان خارج منطقة الخطر، إنه يشعر "بقدر كاف من الأمان" على رغم الهزات المتكررة في المنطقة.
وروى السائح لوكالة فرانس برس "شعرنا بما يقرب من عشرين أو ثلاثين أو أربعين هزة. كانت الأرض تهتز تحت اقدامنا وحصلت بعض الهزات فيما كنا نمارس هواية الغوص. تحت الماء، نسمع ذلك والضجيج يكون قويا".
وأفاد المرصد الاندونيسي للنشاط البركاني وإدارة المخاطر الجيولوجية عن ازدياد في الهزات مع تسجيل 480 هزة الأربعاء بين منتصف الليل والظهر.
وأوضح مدير المرصد خبير البراكين كاسباني الذي لا يعرف عن نفسه سوى باسمه الأول كما حال اندونيسيين كثر "حتى اللحظة، نشاط قمة اغونغ لا يزال مرتفعا والانذار هو في المستوى الرابع أي الحد الأقصى".
يشار إلى أن اندونيسيا أرخبيل في جنوب شرق آسيا يقع على "حزام النار" في المحيط الهادئ حيث يؤدي تصادم صفائح تكتونية إلى زلازل متكررة ونشاط بركاني كبير.
ويعود آخر ثوران بركاني في قمة اغونغ إلى العام 1963 حين وصلت سحب الرماد التي قذفها البركان إلى جاكرتا على بعد حوالى الف كيلومتر. وأودت حالات ثوران بركانية عدة بحياة حوالى 1600 شخص في المجموع.