الرباط - المغرب اليوم
اهتزت الأرض مجددا تحت أقدام الحسيميين، ليلة أمس الأربعاء، فبعد تأكد تسجيل حركية أرضية قوية أكثر من المعتاد، وجد السكان أنفسهم أمام 6 هزات خلفت بعض الخسائر المادية، وبثت ذكريات أليمة في نفوس جيل ممتد من القاطنين. وعلى امتداد ليلة أمس الأربعاء، وثقت المدينة لحظات صعبة في المحلات التجارية والمنازل لأصوات قوية وهزات، اضطرت السكان إلى الخروج إلى الشارع تفاديا لـ”الكارثة”. وفي مناطق الحسيمة وإمزورن وبني بوعياش وتاماسينت والدريوش وغيرها، اهتزت الأرض أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس بقوة اختلفت تقديراتها، لكن تراوحت أغلبها بين 3.8 و4 درجات على سلم ريشتر.
واضطرت ثلاث هزات أرضية بمنطقة إيمزورن، إقليم الحسيمة، إلى وقف الدراسة بشكل تام بثانوية إيمزورن، حيث لم تنته الفترة الصباحية للتمدرس في وقتها المحدد، بعد انتشار خوف جماعي في صفوف التلاميذ. وقالت مصادر محلية، في حديث مع جريدة هسبريس، إن المؤسسة اضطرت إلى وقف الدراسة صباح اليوم الخميس، بعد هروب التلاميذ غير ما مرة من الأقسام، خوفا من الهزات الأرضية القوية. وكان المعهد الوطني للجيوفيزياء أعلن تسجيل هزة أرضية بلغت قوتها 3.5 درجات على سلم ريشتر، أمس الأربعاء، في إقليم الحسيمة.
استعدادات للسيناريوهات
الناشط المرتضى إعمراشا، أحد سكان الحسيمة، قال إن السكان استيقظوا من نومهم ليلة أمس فزعا، لتتجمع أغلب الأسر في منازل متأهبة لأي سيناريو سيء، خصوصا بعد تجربة زلزال 2004. وأضاف إعمراشا، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الأضرار سجلت على مستوى بعض المباني التي ظهرت بها تشققات، مسجلا أنه شعر بـ6 هزات، أقواها سجلت على الساعة 2.54 صباحا. وأردف المتحدث من مدينة الحسيمة بأن أصدقاءه في إمزورن وبني بوعياش وتاماسينت وتاركيست وميضار والدريوش شعروا بالهزة، مؤكدا وجود أفراد اختاروا المبيت في العراء لتفادي سيناريو أكثر سوءا. كما سجل إعمراشا أن بعض التلاميذ لم يتوجهوا هذا الصباح إلى المدرسة، تفاديا لأي خطر، واستدراكا لخوف أمس، مطالبا السلطات بضرورة التواصل مع المواطنين وطمأنتهم. وأوضح المتحدث ذاته أن “الخطر يزيد أكثر في القرى والمداشر، حيث العزلة أكثر قسوة”، متأسفا لـ”غياب أي محاولة من لدن السلطات لتفقد الوضع والتواصل مع السكان”.
ذكريات أليمة
عبد الله الغلبزوي، المتحدث من إمزورن، قال إن السكان باتوا في العراء ليلة أمس بسبب الهزات القوية، مشيرا إلى أنه إلى غاية ساعات الصباح الأولى ظل الناس في الشوارع. وأضاف الغلبزوري، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الخسائر المادية سجلت، إذ سقطت جنبات أسطح منازل عديدة، مؤكدا أن مناطق إمزورن والحسيمة وتاماسينت وبني بوعياش عاشت ليلة صعبة. وأوضح المتحدث ذاته أن الزلزال امتد إلى مناطق بعيدة عن الحسيمة بـ70 كيلومترا، لكن ليس بالأثر نفسه، معتبرا الأمس استثنائيا للمنطقة، “فلم يعش السكان مثل هذه اللحظات المؤلمة منذ مدة”.
قد يهمك أيضاً :