الرباط - المغرب اليوم
عرفت كلاب “هاسكي”، منذ القدم، بقدرتها على التكيف التام مع الظروف المناخية الباردة بالمناطق القطبية. كما أنها تستخدم في سباقات التزلج الخاصة بسحب العربات؛ نظرا لامتلاكها خصائص عديدة تناسب المنطقة الثلجية التي تعيش فيها، كالتوفر على ذيل كثيف وفرو سميك ومزدوج وأرجل شبيهة بالحذاء الثلجي لمساعدتها على المشي والجري وحفر الثلج بسلاسة.وبالنظر إلى الخصائص المذكورة التي تتلاءم مع المناخ البارد جدا، يصبح وجود كلاب “هاسكي” بالمناطق الساخنة أو الساخنة جدا أمرا مثيرا للنقاش، حيث تطرح تساؤلات حول قدرة هذا النوع من الكلاب على إعادة التأقلم والتكيف مع الحياة في أماكن تشهد ارتفاعا مهما في درجة الحرارة، سواء بشكل دائم أو خلال الفترات الصيفية فقط.وفي هذا السياق، لجأ عدد من المغاربة المهتمين بالكلاب، في السنوات الأخيرة، إلى تربية كلاب “هاسكي” ذات الأصول السيبيرية، حيث وجدت هذه الحيوانات نفسها مضطرة إلى العيش بمختلف المناطق المغربية، سواء التي تتميز بمناخ معتدل ورطب كالمناطق الساحلية أو تلك التي تشهد في أغلب فصول السنة جوا حارا وجافا وتحديدا بالمناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية.
اهتمام متزايد ومعاناة واضحة
محمد بشيري، مختص في تدريب وإنتاج الكلاب، أوضح أنه “في البداية لا بد من الإشارة إلى أن الهاسكي كلاب عمل قوية وشرسة أيضا، وتتصدى لكثير من الحيوانات المتوحشة المفترسة، وليست كلاب زينة وتباهٍ كما نرى في كثير من المجتمعات، إذ إن طبيعة عملها في الأساس هي جر العربات الثلجية المنزلقة في المناطق القطبية كسيبيريا والقطب المتجمد”.وأضاف المتحدث ذاته أنه “لوحظ، في السنوات الأخيرة، تزايد الاهتمام بهذا الكلب من طرف المغاربة؛ وذلك نظرا لجماليته من جهة، وسرعة تكاثره من جهة ثانية”، مسجلا “أن قيمته المالية في متناول الكثير من الناس؛ إلا أن هذا الاهتمام المتزايد رافقته بعض المظاهر غير المقبولة، كسوء المعاملة مثلا أو وجود هذا النوع من الكلاب مع أناس لا علاقة لهم بميدان تربية الكلاب”.وأكد بشيري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن وجود كلاب الهاسكي في المناطق الساخنة يعتبر أمرا غير عادي؛ بالنظر إلى أن موطن عيشها هو المناطق القطبية، لأن طبيعة جسمها وفروها السميك ذا الشعر الأملس والكثيف هي عوامل تشكل لها معاناة شديدة إذا أُجبرت على العيش في المناطق الساخنة.
أمراض تتطلب الوقاية
وعن طبيعة المخاطر التي تتهدد كلاب هاسكي، أفاد المختص في تدريب وإنتاج الكلاب بأن “معاناة هذا النوع من الكلاب تزداد في فصل الصيف ومع موجات الحر الشديد، حيث ارتفاع درجة الحرارة وتحول الجو المعتدل إلى جو ساخن جدا؛ وهو ما يتسبب في ظهور عدد من الطفيليات والحشرات الضارة في فرو كلاب الهاسكي”.وعن مدى قدرة كلاب الهاسكي على التأقلم مع المناطق الساخنة، أوضح بشيري أنه “إذا تم إنتاج هذا الكلب، أي تمت عملية ولادته، في المناطق ذات الجو الحار والساخن، فإنه يستطيع التكيف مع هذا الطقس المختلف عن مناطق أصله، حيث يصير قادرا على العيش في الوسط الجديد بشكل تدريجي؛ لكنه لا يتمتع بكامل حريته، وسيلاحظ مالكه بأنه غير سعيد خاصة في فصل الصيف”.وأضاف مدرب الكلاب أن “الهاسكي حيوانات عنيدة ذات مزاج حاد وصعبة التدريب، ولكي تعيش في أوضاع مريحة يجب على صاحبها أن يتوفر على مكيف في البيت أو مكان تربية الكلب، خاصة في فصل الصيف والأوقات الساخنة، وأن يحرص على تمكنيها من بالتطعيمات لوقايتها من الأمراض كالفيروسات والطفيليات والدودة الشرائطية”.
حمامات ثلجية ومياه شرب باردة
وأكد بشيري، في السياق ذاته، أن “مالك كلاب الهاسكي مطالب، على الأقل مرتين في الأسبوع، بتوفير حمامات ثلجية لهذا النوع من الحيوانات التي تجد راحتها في الأوساط الباردة، إضافة إلى المحافظة على نظافتها وصحتها مع تبريد مياه الشرب المقدمة إليها من خلال وضع قطع الثلج داخلها وتغيير الماء بين الفينة والأخرى”.وقال المختص في تدريب وإنتاج الكلاب إن “كلب هاسكي في المناطق الحارة يعاني في صمت في المناطق الساخنة، ومن بينها المغرب، لأنه حيوان غير ناطق وغير قادر على التعبير عما يشعر به؛ لكن هناك علامات تثبت أنه غير مرتاح بالمرة، ومن بينها سرعة الشهيق والزفير والبحث الدائم عن الظل وكثرة شرب الماء، مما يتسبب في فقدانه الشهية”.وختم بشيري توضيحاته بالقول: “أنصح المهتمين بتربية الحيوانات باختيار كلب من أصل البلد التي سيعيش فيه، حتى يكون أكثر تأقلما مع الظروف المناخية السائدة هناك، وأن يكون ذلك بغرض الحراسة أو الرعي أو الأنس، مع ضرورة رعايتها والاهتمام بصحتها وسلامتها، لأن الكلاب لم تخلق للتباهي”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :