الرباط - المغرب اليوم
دقت الدول الجزرية الصغيرة السائرة في طريق النمو، ناقوس الخطر بخصوص التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على مستقبلها، داعية إلى تحرك عاجل لمواجهتها.
وشددت هذه الدول خلال مؤتمرها الاستثنائي، الذي انعقد مساء أول أمس (السبت) بمدينة الداخلة (جنوبي المغرب) على هامش منتدى كرانس مونتانا (16 - 21 مارس)، على ضرورة إرساء إستراتيجية مبتكرة سواء على الصعيد الدولي أو على مستوى الدول الجزرية لمواجهة آثار التغيرات المناخية.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس جمهورية فانواتو، بالدوين لونسلاد، أنه بات من الضروري تعزيز قدرات الدول الجزرية الصغيرة على مواجهة الأمراض والكوارث الناجمة عن الاحتباس الحراري التي تهدد مستقبلها.
ودعا الدول المصنعة إلى تحمل مسئوليتها، مبرزا ضرورة اللجوء إلى الطاقات النظيفة وأهمية التعاون الدولي والعمل المشترك من أجل رفع التحديات المناخية.
أما المتحدث باسم برلمان جزر مارشال، كنيت كيدي، فحذر من خطر ارتفاع منسوب المياه، الذي يعد مظهرا من مظاهر هشاشة الدول الجزرية، مشيرا إلى تسجيل العديد من الأوبئة بفعل الكوارث المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وبعد أن أكد على أهمية التنمية المستدامة والطاقات المتجددة، اعتبر كيدي أن التعاون بين جميع الدول يفرض نفسه بقوة، ما دام الخطر لا يحدق بالدول الجزرية فقط.
كما دعا إلى تظافر جهود القادة والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية.
من جهته، قال رئيس الوزراء السابق بهايتي، لوران لاموث، إن الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها بلاده أثرت على ناتجها الداخلي الخام، مشددا على ضرورة وضع استراتيجية للتمويل من خلال صناديق مبتكرة.
وأشار إلى أن البلدان الجزرية استقبلت 6 بالمائة فقط من المبالغ التمويلية المتوقعة.
بدورها، أبرزت وزيرة خارجية سانت لوسيا، السيدة سارة فلود بيبرون، التأثير السلبي للتغيرات المناخية على الفلاحة، التي تعد قاطرة للتنمية بالدول الجزرية، مضيفة أن هذا القطاع يساهم ب50 بالمائة من الناتج الداخلي الخام في بلادها.
وسجل وزير السياحة والتجارة العالمية بسانت كيتس ونيفيس، لندساي غرانت، التأثيرات السلبية للسياحة على البيئة نظرا لارتباطها بصناعات مختلفة.
أما الوزير الأول لدولة توفالو، إنيل سبوواغا، فدعا إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، مضيفا أن الوقت حاسم بالنسبة للدول الجزرية.
كما أبرز في هذا الصدد أهمية التعاون بين بلدان الجنوب في محاربة التغيرات المناخية.
بدورها، قالت السيدة الأولى بجمهورية سورينام، أنغريد والدينغ بوتريس، إن زراعات المجتمعات القبلية للسكان الأصليين في بلادها أصبحت مهددة بالتغيرات المناخية، وهو ما سيقضي على مصدر رزقهم، مشيرة في هذا الصدد إلى زراعة الموز التي توفر من خلالها النساء الغذاء لعائلاتهن.
ويجمع منتدي كرانس مونتانا حوالي ألف من المشاركين والشخصيات من 36 بلدا أوروبيا، و 27 دولة من القارة الأمريكية، و 44 بلدا من إفريقيا، و 43 من آسيا و أوقيانوسيا ، فضلا عن حوالي 50 منظمة دولية وإقليمية.
ويلتقي في دورة هذه السنة ما مجموعه 900 مشارك من أجل مناقشة مستقبل إفريقيا، بينهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ورؤساء برلمانات وأصحاب قرار وبرلمانيون وخبراء دوليون، إضافة إلى رؤساء دول سابقون وشخصيات بارزة.
واختار المنظمون لدورة هذه السنة شعار "نحو إفريقيا جديدة للقرن الواحد والعشرين الاستقرار، التماسك والتضامن من أجل تنمية مستدامة والدور الجوهري للمغرب في إفريقيا".
ويشكل الأمن الغذائي والفلاحة المستدامة المحور الأساسي للدورة السنوية لمنتدى كرانس مونتانا، إذ سيتم مناقشة هذا المحور خلال ندوة من مستوى عال.
وسيتم التطرق أيضا إلى مواضيع من قبيل الصحة العمومية، والطاقات المتجددة، وتدبير الموارد الطبيعية، والصناعات البحرية، ودور الشباب والنساء.
ويعد منتدى كرانس مونتانا، الذي يتواجد مقره بجنيف، منظمة دولية تعمل على "تشجيع التعاون الدولي والنمو الشامل وتعزيز مستوى أرفع من الاستقرار والانصاف والأمن".