الرئيسية » تقارير
خطيب يؤكد الإسلام يحُول دون العدوان على البيئة

الرباط_ المغرب اليوم

أكد عبد الكامل بولعمان، أستاذ الدراسات الإسلامية وخطيب في المجلس العلمي المحلي في الرباط، إن توجيهات الدين الإسلامي قوة رادعة تصد الإنسان عن ممارسة أي عدوان على البيئة كيفما كانت مبرراته، وهو ما يستدعي من العلماء الاجتهاد في استنباط الأحكام البيئية من الكتاب والسنة من أجل الإسهام الفعلي في إنقاذ البيئة.

وأضاف بولعمان، في تصريح صحافي بمناسبة مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن المناخ (كوب 22)، الذي ستحتضنه مدينة مراكش من 7 إلى 18 نوفمبر المقبل، أن القرآن الكريم يدعو إلى المحافظة على الطبيعة والتمتع بجمالها، ويحرم الإفساد في الأرض، مصداقا لقوله تعالى: “وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض”.

وأبرز المتحدث ذاته أن من الفساد المنهي عنه الأعمال المضرة بالبيئة والثروة الحيوانية، من قبيل استئصال الغابات وإحراقها، وإتلاف المزروعات، وتسميم المياه بما يؤدي إلى القضاء على الثروة الحيوانية، مؤكدا أن الإسلام لا يكتفي بتحميل الإنسان المسؤولية عن حماية البيئة وحفظها، بل يدعوه إلى الاقتراب منها ومصادقتها وإحيائها.

وقال بولعمان إن الأزمة التي تعيشها البيئة في العصر الحاضر تعتبر المشكلة العالمية الأهم التي تجمع حولها شرائح بشرية من مختلف البلدان، وتشكل اهتماما مشتركا أوسع لسكان العالم، مبرزا أنه لحماية البيئة يتسلح العالم بسن التشريعات التي تحد من التلوث وتمنع الاستغلال العشوائي.

وإلى جانب الاعتماد على القانون، يقول بولعمان، فإن مهمة حماية البيئة تحتاج إلى صحوة ضمير، وفعل الرقابة الذاتية الجدية، مشيرا، في هذا السياق، إلى أن الدين الإسلامي جاء لينظم علاقة الإنسان بخالقه، وينظم علاقته بالمجتمع، وينظم أيضا علاقته بالطبيعة المحيطة به بكل ما فيها من كائنات وموجودات.

وذكر بولعمان بأن الله سبحان وتعالى هيأ للإنسان أسباب عمارة الأرض، وأمره باكتشاف القوانين التي تضمن استقامتها، فكان تسخير الله مخلوقاته للإنسان، والذي أشارت إليه آيات كثيرة، كقوله تعالى: “الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون، وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”، وقوله تعالى: “ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة”.

ولكي يستقيم هذا التسخير للإنسان، يقول بولعمان، أمره الله تعالى أن ينظر فيه ويتأمله، ويكتشف السنن الإلهية لاستقامة نعمه واكتمالها، إذ قال تعالى: “فلينظر الإنسان إلى طعامه، أنا صببنا الماء صبا، ثم شققنا الأرض شقا، فأنبتنا فيها حبا، وعنبا وقضبا، وزيتونا ونخلا، وحدائق غلبا، وفاكهة أبا، متاعا لكم ولأنعامكم”، معتبرا أن الإنسان إذا نظر في هذه النعم فعليه أن يشكر الله عليها امتثالا لقوله سبحانه وتعالى: “ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش، قليلا ما تشكرون”.

وأكد بولعمان أن على الإنسان أيضا أن يحافظ على هذا الصلاح والكمال في الأرض، ويحذر من العدوان والعبث والتغيير في الخلق الذي يؤول إلى الفساد، الذي منه العبث بالطبيعة والبيئة وتوظيف الأمور في غير ما خلقت له، إذ إن الله تعالى أخبر في كتابه بأن الفساد الذي يراه الإنسان في الطبيعة، برا وبحرا، لم يأت إلا بفعل الإنسان نفسه، إذ قال تعالى: “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون”، مذكرا بأن كل شيء في هذا الكون مسخر للإنسان، وأي فعل يفسد هذه المسخرات ويخل بوظيفتها ويعطل فائدتها إنما هو تعد على قوانين الخلق الإلهي وتعد على مصلحة الإنسان التي رعاها الله في أحكامه.

وأشار بولعمان، في هذا الصدد، إلى أن كون البيئة مفهوما شاملا جعل الإسلام يقر لها أحكاما، أولها الأمر بالنظافة والطهارة الدائمة في البدن والثوب والمكان، باعتبار أن النظافة أهم أساس من أسس الحفاظ على البيئة، وثانيها إماطة الأذى عن الطريق التي هي من شعب الإيمان، وثالثها الانتفاع بكل شيء في الطبيعة يمكن الانتفاع به وعدم تركه للتلف، وذلك أصل في الحث على الصناعات التحويلية التي تقلل التلوث، وتحد من تكاثر النفايات الضارة بالبيئة.

ورابع هذه الأحكام، يوضح بولعمان، هو رعاية الحيوانات والمحافظة على جميع أصنافها وعدم التعدي عليها، لما لها من دور في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع الحيوي، باعتبار كل صنف منها يمثل أمة من الأمم التي خلقها الله لحكمة يعلمها، وهو ما ورد في قوله تعالى: “وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون” .. بينما يتمثل خامس هذه الأحكام في كون الإسلام نهى عن الإسراف والتبذير؛ الذي هو إهدار للثروات والنعم، ولاسيما نعمة الماء التي يكثر فيها الهدر.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

هزة أرضية قوية في عدد المدن المغربية
نزار بركة يُعطي انطلاقة أشغال تثنية طريق إقليمي في…
البرلمان البريطاني عاجز أمام غزو الفئران
فلاحون بن سليمان في المغرب يستبشرون خيراً بالأمطار الأخيرة
هزة ارضية قوية تضرب الناظور و نواحيها

اخر الاخبار

منظمة التحرير الفلسطينية تهنئ الشعب اللبناني بإنتخاب رئيس جديد…
وزير دفاع سوريا يؤكد أن الأسد استخدم الجيش لحماية…
مجلس المستشارين المغربي يؤجل تقديم السكوري لمشروع قانون الإضراب…
وفد مغريي يُمثل الملك محمد السادس في مراسم تنصيب…

فن وموسيقى

المغربية سميرة سعيد تسّتعيد ذكريات طفولتها وشغف البدايات بفيديو…
المغربية جنات تكشف عن موقفها من إجراء عمليات التجميل…
لطيفة أحرار تؤكد أن الجمهور الذي يعرفها فقط كفنانة…
وفاة الأب الروحي للأغنية الشعبية في مصر أحمد عدوية…

أخبار النجوم

يبدأ تصوير "عقبال عندكم" لحسن الرداد وإيمي سمير غانم…
هيفاء وهبى تطرح أحدث أغانيها "سوبر وومان"
مدين ينشر كواليس أغنية "باركوا" لمى فاروق بعد تصدرها…
أحمد سعد يمازح ويل سميث قائلا "بسم الله ما…

رياضة

محمد صلاح على موعد مع إنجاز تاريخى مع ليفربول…
المغربي عبد الرزاق حمد الله يُعرب عن سعادته بقيادة…
أشرف حكيمي يُتوج مع باريس سان جيرمان بلقب النسخة…
المغربي حكيم زياش يشترط على غلطة سراي الحصول على…

صحة وتغذية

المغرب يشهد ارتفاعاً مقلقاً في عدد الوفيات بسبب الإصابة…
الولايات المتحدة تسجل أول وفاة بشرية بسبب إنفلونزا الطيور
تناول الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يُقلل من خطر…
المغرب يُعزز مكانته كمُصدٍر رئيسي للخضراوات الطازجة إلى بريطانيا

الأخبار الأكثر قراءة

الدكتور مصدق يُناقش ان لدية رؤية مبتكرة لاستدامة الزراعة…