الناظور- كمال لمريني
ترأس عامل إقليم بركان،عبد الحق حوضي، الثلاثاء، اشغال الاجتماع الذي انعقد في مقر العمالة، بحضور رئيس مـجلس الاقليم بركان، وباشا مدينة بركان، ورئيس مجلس جماعة بركان، ورؤساء وممثلو المصالح الخارجية الإقليمية والجهوية المعنية، ورؤساء الأقسام والمصالح وأطر العمالة.
وجاء الاجتماع، في إطار التدابير الوقائية لحماية مدينة بركان من أخطار الفيضانات، والذي افتتحه عامل الاقليم بكلمة له، مشيرًا الى أن التحولات المناخية لها انعكاسات سلبية أدت إلى ظهور عدة كوارث طبيعية على رأسها الفيضانات، الأمر الذي يستوجب معه وضع استراتيجيات ومخططات لحماية المواطنين ، خصوصا وأن مدينة بركان تقع في واجهة منحدرات جبال بني يزناسن الشمالية، مما يجعلها عرضة لمخاطر الفيضانات.
واضاف الحوضي، ان مشروع حماية مدينة بركان من الفيضانات ضمن أولويات البرامج الاستشرافية للإقليم و بالأخص برنامج العمل الإقليمي للفترة 2016-2020 و برنامج العمل الثلاثي لحماية إقليم بركان من الكوارث الطبيعية 2015-2017 .
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة بركان مند سنة 1993 شهدت أورشا كبرى ساهمت في التخفيف من آثار الفيضانات، نذكر من بينها، بناء سدي المنزل و سيدي علي بن يخلف، وبناء الحائط الوقائي على ضفاف وادي شراعة، و مشروع وضع قناة تجميع مياه الأمطار الذي أنجزه المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب.
وتطرق الحاضرون الى تفاصيل المشروع التكميلي الذي من شأنه أن يضع حدا نهائيا لتهديد الفيضانات لساكنة هذه المدينة، ويبقى تنفيذه رهينا بتصفية الوعاء العقاري لقناة تحويل مياه سدي المنزل و سيدي علي بن يخلف و تعبئة الموارد المالية الكافية لإنجاز هذا المشروع.
وبلغت تكلفته الإجمالية 316 مليون درهم ،أما تكلفة الشطر الاستعجالي منه فقد بلغت حوالي 150 مليون درهم و تتمثل مكونات هذا الشطر في حفر و تهيئة قناة ترابية على شكل شبه منحرف (trapézoïdal) وبناء منشآتها الملحقة بمحاذاة الطريق الدائرية لمدينة بركان لتحويل مياه سدي المنزل وسيدي علي بن يخلف وكذا الحوض المائي الكائن بينهما إلى واد ورطاس، وتهيئة واد بوطوار على شكل قناة شبه منحرفة (canal trapézoïdal) بالخرسانة متبوعا بقناة مربعة مزدوجة مغطاة ( dalot double)، وتهيئة مجرى المياه الذي يجمع شِعاب حوض سيدي على بن يخلف على شكل قناة شبه منحرفة (canal trapézoïdal) بالخرسانة متبوعا بقناة مربعة مزدوجة مغطاة (dalot double)، و بناء قناة مربعة ثلاثية مغطاة أيضا على مستوى شارع لوداية لتجميع مياه القناتين السابقتين و إلقائِها بواد شراعة.
ويعد إقليم بركان من بين 23 إقليما الذي استفاد من دعم الصندوق الوطني لمحاربة آثار الكوارث الطبيعية ، هذا الصندوق الذي تم خلقه للمساهمة في إنجاز المشاريع الهادفة للحماية من مثل هذه الكوارث وذلك في إطار شراكة مع الجماعات الترابية و باقي المتدخلين المحليين و الجهويين والوطنيين .
وتقوم اللجنة الوطنية التي تسهر على تدبير هذا الصندوق بانتقاء المشاريع وفقا لكناش تحملات دقيق يفصل معايير الاستحقاق، وبناء على ذلك فقد استفادت بركان الكبرى من دعم الصندوق خلال أول طلب مشاريع، ويتعلق الأمر بتنفيذ الشطر الاستعجالي من مشروع حماية الجماعة الترابية سيدي سليمان الشراعة المجاورة لمدينة بركان من الفيضانات بتكلفة مالية تقدر بـ 46 مليون درهم والذي سيساهم فيه الصندوق بـ 13,8 مليون درهم .
وعرف الاجتماع دعوة جميع المتدخلين الى بذل المزيد من الجهود والوقوف عن كثب على العراقيل والمعيقات التي تقف أمام خروج المشاريع الهيكلية الهادفة لحماية الساكنة المحلية من خطر الكوارث الطبيعية إلى حيز الوجود، والعمل على تجاوزها وفق مقاربة تشاركية ومندمجة بين مختلف الفاعلين وذلك في إطار مخطط استراتيجي يستشرف الآفاق المستقبلية و التنموية لإقليم بركان.
واتفق الحضور على تنظيم ورشات عمل خلال الأسبوع المقبل بمقر الجماعة الترابية لبركان بحضور كافة المتدخلين لتتميم و تحيين محتويات الدراسات التقنية و دراسة ملف نزع الملكية بغية تدقيق التقديرات المالية للمشروع ووضع تركيبة مالية في أفق تهيئ اتفاقية شراكة بين الصندوق المذكور أعلاه و جماعة بركان و باقي الشركاء.