الجديدة - المغرب اليوم
في الوقت الذي تقصد فئة من الصائمين شاطئ مدينة الجديدة لقضاء ساعات من الاستجمام ومزاولة أنشطة رياضية وأخرى للترويح عن النفس، تختار عينة من الصائمين، لاسيما في صفوف الشباب، استغلال أوقات الفراغ نهار رمضان في قراءة الكتب والنهل من معين المراجع والقصص والمجلات، وذلك بالتردد على مكتبات المدينة، ومن ضمنها المكتبة الوسائطية التاشفيني الواقعة وسط حديقة الحسن الثاني في الجديدة.
سفيان نجاح الإدريسي أحد هواة القراءة والمطالعة الحرّتين، يحاول قدر المستطاع إنهاء جميع أشغاله اليومية في الفترة الصباحية، حتى يتمكن من تمضية ما تبقى من اليوم، رفقة بعض أصدقائه، بين الكتب المتوفرة في مكتبة التاشفيني، والتي تتنوع مجالاتها وأنواعها حسب اهتمامات القراء.
وأضاف أنه مباشرة بعد انتهائه من الدراسة، على غرار عدد من الطلبة والتلاميذ، ارتأى ألا يضيّع الوقت في اللهو والنوم نهار رمضان، وفضّل إغناء رصيده المعرفي واللغوي عن طريق القراءة واستكشاف عالم الكتب والقصص، سواء لتعزيز معارفه المكتسبة خلال أعوام الدراسة، أو إضافة رصيد جديد ضمن الثقافة العامة.
وبين الشاب أيوب البكيري الذي يتابع دراسته الجامعية، على أن المكتبة توفر للشباب مجموعة من الكتب المفيدة التي تساعده على تحصيلهم الدراسي من جهة، وتوسيع دائرة مداركه من جهة ثانية، مشيرًا إلى أنه منذ دخول شهر رمضان يحاول بشكل شبه يومي زيارة المكتبة من أجل الاستفادة من محتوياتها.
وأشار إلى أنه يعمل في الفترة الحالية المتزامنة مع شهر رمضان، مثل عدد كبير من الطلبة، على المطالعة الحرة البعيدة عما هو مقرّر في المنهج الدراسي الجامعي من أجل الخروج من رتابة التعليم، "وعندما تُشرف العطلة على الانتهاء، سنشرع في مطالعة الكتب ذات الصلة بالمقرر، حتى نكون مستعدين لدخول عامًا جامعيًا جديدًا".
وأكد مدير مكتبة التاشفيني عبد الله سليماني على أنه حسب معاينته وتتبعه اليومي لوتيرة الإقبال على المكتبة، فإن أغلب الروّاد الحاليّين يقرؤون فقط الكتب التي تدخل في مجال المطالعة الحرة، وذلك نتيجة تزامن هذه الفترة الرمضانية مع بداية العطلة الصيفية التي لا مراجعة فيها ولا استعدادات للامتحانات على غرار الأسابيع الماضية.
وأورد أن ساعات المطالعة تزايدت منذ دخول شهر رمضان، حيث أصبح الروّاد الذين يطالعون في عين المكان يمضون فترات أطول من المعتاد في القراءة الحرة، كما تبدو عليهم، بشكلٍ واضحٍ وجليّ، علامات الاستمتاع بالمطالعة وعدم الانتباه للوقت، فيما ترتفع معدلات الإعارة الخارجية للكتب لمن يفضل قراءتها خارج المكتبة.
وزاد عبد الله سليماني أن كتب الخيال من قصص وروايات وشعر وشرائط مصورة تأتي في طليعة الكتب التي تحظى باهتمام الروّاد، تليها كتب الدين المرتبطة بالسيرة النبوية وتفسير القرآن الكريم، فيما تبقى باقي المجالات في الدرجة الثالثة، سواء ما تعلق بالكتب العامة التي تأتي كتب الطبخ في مقدمتها، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن إدارة المكتبة تستقبل طلبات عديدة بخصوص إمكانية تمديد فترة فتح المكتبة، والتي تغلق حاليًا أبوابها عند الساعة الثالثة والنصف مساءً طيلة الأسبوع، وإلى حدود الرابعة من يوم الجمعة، مع الإغلاق التام يومي الأحد والاثنين.