مدريد - د.ب.أ
عندما تولى أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان في يناير (كانون الثاني) الماضي، مسؤولية تدريب فريقه السابق ريال مدريد، خلفاً للمدرب الإسباني رافائيل بينيتز، توقع قليلون فقط أن يكون زيدان بهذه الفعالية التي ظهر عليها في الأشهر الخمسة التي قضاها مع الفريق.
وكان زيدان (43 عاماً) هو البديل الأقرب لخلافة بينيتز، إذ سبق لزيدان أن تألق في مركز صانع ألعاب الريال في الفترة من 2001 إلى 2006، وتوج مسيرته مع الفريق بالعديد من الإنجازات منها هدفه التاريخي في مرمى باير ليفركوزن الألماني بنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عام 2002.
وبعد مرور 14 عاماً على هذه المباراة، قد يكون نهائي دوري الأبطال بعد غد السبت، أفضل وسيلة لتتويج الأشهر الخمسة التي قضاها زيدان في تدريب الريال، إذ يستطيع زيدان أن ينسلخ تماماً من سيرة المدرب "غير الناجح"، التي كان عليها مع الفريق الثاني للريال، والذي ينشط في دوري الدرجة الثالث إلى بصمة رائعة مع الفريق بإحراز اللقب الذي سيكون الحادي عشر للفريق في تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال.
ولم يكن حتى أكثر المتفائلين من مشجعي الريال يعتقد أن زيدان سيكون بهذه الكفاءة والفعالية التي قدمها مع الفريق على مدار الأشهر الخمسة، وأن يتسم بهذا العمق وذلك في ظل إنجازات متواضعة للغاية مع الفريق الثاني للريال.
وكان الريال متأخراً عن برشلونة بفارق 6 نقاط عندما تولى زيدان مسؤولية الفريق، ولكنه قلص الفارق مع نهاية الموسم إلى نقطة واحدة خلف برشلونة، الذي توج باللقب، إذ قاد زيدان الريال إلى 12 انتصاراً متتالياً منها الفوز الثمين 2-1 على برشلونة في عقر داره بإستاد "كامب نو".
كما قاد زيدان الفريق إلى نهائي دوري الأبطال، لتكون المرة الرابعة عشر التي يخوض فيها الفريق هذه المباراة النهائية.
وتغلب زيدان في طريقه للنهائي على روما الإيطالي وفولفسبورغ الألماني ومانشستر سيتي الإنجليزي في الأدوار الفاصلة بالبطولة، ولم تستقبل شباك الفريق أي هدف في المباريات التي خاضها على ملعبه بهذه الأدوار الفاصلة.
ونال "زيزو" احترام نجوم الفريق بعدما اشتهر الريال بعدم قدرة عدد من المدربين ومنهم بينيتز نفسه على السيطرة على النجوم الكبار بالفريق.
وأظهر رئيس النادي فلورنتينو بيريز عملياً مدى إعجابه بزيزو حيث مدد العقد معه حتى 2018.
وسار زيدان، في تجربته لبث الحياة مجدداً في فريق الريال، على نهج المدرب الإسباني فيسنتي دل بوسكي المدير الفني الحالي للمنتخب الإسباني، والذي حقق إنجازاً هائلاً لدى توليه تدريب الريال في عام 2000، إذ قاد الفريق للفوز بلقبه الثامن في دوري الأبطال بعد 7 أشهر فقط من توليه المسؤولية.
وقال زيدان: "كانت 5 أشهر خيالية لي مع الريال، والآن، نريد أن نتوجها بإحراز لقب جديد في دوري الأبطال.. استعد الفريق جيداً للنهائي، وهذا هو كل ما نستطيع فعله حالياً، لنرى ما سيحدث يوم السبت".
وأوضح "في مباراة كهذه، تحدث أمور كثيرة، ستكون مباراة صعبة بالنسبة لنا لأننا نلعب أمام فريق لا يتميز فقط بالدفاع الرائع".
وأضاف "الناس يشيرون إلى الإمكانيات الدفاعية الهائلة لأتلتيكو وأنه فريق يصعب هز شباكه، ولكنه، في الحقيقة، فريق متكامل للغاية، يعلمون أيضاً كيف يقدمون أداء رائعاً، ويشكلون الكثير من المشاكل للمنافس".
وكان أتلتيكو تغلب على الريال 1-0 في عقر داره خلال مارس (آذار) الماضي ضمن فعاليات الدوري الإسباني لتكون صدمة كبيرة لزيدان في أول مواجهة له كمدرب مع أتلتيكو.
ولدى سؤاله عن الضغوط التي يتحملها خلال مسيرته كمدرب للريال، لاسيما مع تناوب 4 مدربين على تدريب الفريق خلال آخر 3 سنوات، أجاب زيدان: "الضغوط جزء من عملنا، أستمتع بما أقدمه".
وأوضح "تعرضت أيضاً للضغوط عندما كنت لاعباً، ربما تكون الضغوط أكبر نسبياً على المدربين، ولكنني لا أبالي بها".
وأضاف "ما زال لدي الكثير لأتعلمه، ولكن رغبتي في التعلم لا يمكن أن تكون أكبر، أثق بأن الإرادة ستجعلني مدرباً أفضل، ولكن ما زال أمامي مشوار طويل حتى يلقبونني بمدرب مهم".