زيورخ - أ.ش.أ
جاء نجاح المنتخب الجزائري في الصعود لنهائيات كأس العالم تتوجا لجهود جيل جديد من اللاعبين والمدير الفني البوسني وحيد خليلودزيتش. وعلق موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم في تقرير خاص له الجمعة على تأهل منتخب الجزائر للمرة الثانية على التوالى والرابعة فى تاريخه لنهائيات بطولة كأس العالم وذكر أن الصلابة الدفاعية منتخب مقاتلى الصحراء بجانب الفعالية الهجومية سواء على ملعبه او خارجه كانت أهم اسباب نجاح حملة الخضر للصعود لنهائيات البرازيل. وذكر موقع فيفا أنه خلال مشوار التصفيات لم تهتز شباك ملعب مصطفى تشاكر فى البليدة سوى مرة واحدة. حدث هذا الأمر في المباراة ضد بنين في الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة السابعة.وتعتبر مدينة البليدة حصنا منيعا لمنتخب الجزائر حيث خاض فيها 20 مباراة خرج منتصرا في 17 منها وثلاثة تعادلات من دون ان يمنى بأي هزيمة. وفي هذا الملعب الصاخب احتفلت كتيبة المدرب وحيد خليلودزيتش بالتأهل الى العرس الكروي بعد 90 دقيقة من الكفاح المشدود الأعصاب في مواجهة بوركينا فاسو التي بلغت المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية 2013 بعد الفوز بهدف للاشئ فى الوقت الذى تميز المنتخب الجزائري بالصلابة على أرضه، لكنه كان فعالا أيضا بعيدا عن قواعده. ففي ست مباريات في الدور الثاني، أهدر ثلاث نقاط فقط خارج ملعبه وذلك عندما سقط أمام مالي 1-2 أقوى منافسيه في المجموعة السابعة. وخلال ذهاب الملحق ضد بوركينا فاسو، كانت الجزائر متعادلة مع اصحاب الأرض 2-2 حتى قبل خمس دقائق من نهاية المباراة عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لبوركينا. وعلى الرغم من الخسارة فان الهدفين اللذين سجلهما المنتخب الجزائري خارج ملعبه كانا حاسمين في مباراة العودة. وصرح مدرب الجزائر وحيد خليلودزيتش قبل مباراة الإياب "يتعين على لاعبي فريقي ان يكون منضبطين خصوصا في خط الدفاع قبل ان يفكروا بالتسجيل". واذا لم تحصل أي مفاجأة فان مدرب الجزائر سيخوض أول تجربة له في كأس العالم الصيف المقبل. ويشكل هذا الأمر عملية ثأر للمدرب البوسني الفرنسي لأنه أقيل من منصبه مدربا لكوت ديفوار قبل أشهر قليلة من نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بعد ان خدم لمدة سنتين ونصف السنة بكل اخلاص. ويقول المدرب اليوم فيما يتعلق باقالته بطريقة وحشية "لقد شعرت بألم كبير جراء هذا الأمر". فبعد سلسلة من 24 مباراة من دون هزيمة، قرر الاتحاد الإيفواري الاستغناء عن خدماته بعد خسارة الأفيال في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2010 على يد الجزائر! وبالتالي فان مدرب الجزائر حاليا يستمتع بما تحقق وقال في هذا الصدد بعد انتزاع فريقه بطاقة التأهل الى البرازيل "انها أفضل لحظة في حياتي". واحتفى به لاعبو الفريق كما يجب بعد التاهل. وعلى الرغم من سمعته بانه قاسي القلب، فانه لم يخف مشاعره حتى انه ردد الشعار الذي يلازم منتخب الجزائر في كل مرة يحقق فيها الفوز "واحد، اثنان، ثلاثة، تحيا الجزائر!" ويمكن القول أن ما تحقق يعود بالدرجة الأولى الى القرارات الصعبة التي اتخذها المدرب وحيد خليلودزيتش. لم يتردد المدرب الذي يركز كثيرا على انضباط وسلوك لاعبيه، في ابعاد بعض الاسماء التاريخية عن صفوف المنتخب اأمثال رياض بودبوز، كريم زياني، عنتر يحيي أو نذير بلحاج ومنح الفرصة لجيل جديد أبرزهم الثلاثي سفيان فيجولي، إسحاق بلفوضيل وسافير تايدر. تملك الجزائر حاليا مجموعة متماسكة ومتضامنة لا يدخل مرماها الكثير من الأهداف، في المقابل تضم مواهب قادرة على احداث الفارق في المقدمة. يقود خط الهجوم ببراعة، العربي هلال سوداني واسلام سليماني منذ ان منحهما خليلودزيتش الفرصة. وفى النهاية فإن التأهل الى مونديال البرازيل يعد دفعة لكرة الجزائرية بعد النتائج المخيبة للمنتخب الجزائري على المسرح الدولي. فبعد الغياب عن كأس الأمم الأفريقية 2012، أنهى دور المجموعات في نسخة 2013 من البطولة القارية في المركز الأخير. واذا كان التأهل الى نهائيات كأس العالم يعتبر انجازا بحد ذاته، فان هذه الدولة لا تريد الاكتفاء بمجرد المشاركة خصوصا انها المرة الرابعة لها الى العرس الكروي.