الرباط -المغرب اليوم
قال محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز المغربي للديبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، في تعليقه على بلاغ وزارة الخارجية المغربية ، إنه “رغم ما يبدو من حدة في هذا البلاغ فإنه في العمق يشير الى اعطاء المغرب اشارة ايجابية للإسبان بعدم رغبته في التصعيد اكثر”.وأضاف الاستاذ محمد الغيث في تصريح للمصدر ميديا، أن” المغرب اخذ علما بمثول غالي امام القضاء غدا واعتبار ذلك شيئا جيدا، و عدم ربط موقفه بما سوف تقرره المحكمة اشارة الى ان المغرب لا يشكك في القضاء الاسباني مما يفتح نافذة لاغلاق ملف استقبال ابراهيم غالي على الاراضي الاسبانية”، مؤكدا أنه رغم كون البلاغ اشار الى تصريحات السفيرة كريمة بنيعيش من زاوية الدفاع عنها ضد الانتقادات التي تعرضت لها واتهامها بأن تصريحها يحمل في طياته ابتزازا وتهديدا مغربيا لاسبانيا، إلا ان مضمون البلاغ في حقيقة الامر هو اعطاء تفسير لكلام السيدة بنيعيش واعتباره يدخل فقط في سياق الصراحة المطلوبة بين البلدين وليس كما فهه البعض في اسبانيا او اراد تأويله بانه ابتزاز وتهديد.
في ذات السياق، اعتبر المتحدث أنه رغم كون البلاغ اوضح بما لا يدع مجالا للشك ان الخلاف المغربي الاسباني عميق وان الازمة خطيرة وتتجاوز ملف ابراهيم غالي لانها مرتبطة بلف الوحدة الترابية إلا ان الامر الايجابي هو ان البلاغ اوضح للجيران الشماليين ماهي الخطوات المطلوبة و التي تم تحديدها في المعاملة بالمثل وباحترام وحدة المغرب تماما كما يحترم المغرب وحدة اسبانيا.
وأورد نائب رئيس المركز المغربي للديبلوماسية الموازية وحوار الحضارات في ذات التصريح، أن بلاغ وزارةالخارجية كان مليئا بالشحنات العاطفية تجاه اسبانيا كدولة وكشعب خصوصا وذكر بالمواقف الانسانية المغربية تجاه الصياديين وتجاه بعض ضحايا الازمة الاقتصادية لسنة 2008 الذين لجؤوا للمغرب كما ذكر بوجود موظفين اسبان في القصر الملكي منذ ما وقبل ولادة جلالة الملك وهي اشارة مبطنة الى العلاقات الانسانية التي التي اشتركوها مع جلالته عن قرب
التركيز على ان من تسبب في المشكل ليس هو الشعب الاسباني و لا حتى الطبقة السياسية في عمومها بل تسببت فيها بعض الاوساط السياسية المحددة، مشددا على أن “هذا البلاغ كان يمكن ان يكون فحوى لمحادثات مباشرة بين السيد بوريطة وبين وزيرة خارجية اسبانيا او بين اي مسؤولين كبار من البلدين ومضمونه كان سوف يلقى في نظري تجاوبا من طرف الحكومة لكن اختيار الجانب المغربي لصيغة البلاغ يعني ان هناك رغبة في تجاوز الحكومة الاسبانية ومخاطبة الشعب الاسباني مباشرة لتوضيح حقيقة الوضع لمحو البروباغاندا المعادية للمغرب التي تسبب فيها اصرار الحكومة الاسبانية على تضخيم احداث سبتة وكذلك للضغط على الحكومة الاسبانية عبر رأيها العام لتحميلها مسؤولية الازمة وتبعاتها في حال استمرارها او تطورها”.
وختم محمد الغيث ماء العينين كلامه بالقول: “رد السيد بوريطة السريع والقوي على تعليق رئيس الوزراء الاسباني على البلاغ الصادر عن وزارة الخارجية المغربية ورفضه لهذا البلاغ يأتي متماشيا مع سياق البلاغ الأول أي وضع الرأي العام الاسباني في الصورة الحقيقية لما يجري وتحميل رئيس الحكومة الاسباني ووزيرة خارجيته مسؤولية الازمة المغربية الاسبانية وتوضيح أن تركيزهم على مشاكل الهجرة هي هروب من صلب الموضوع و محاولة لتضليل الرأي العام و تجييشه تماما كما حاولوا تضليل القضاء والتحايل عليه في ملف غالي .. لذلك يبدو ان البلاغ الاول احرج الحكومة الاسبانية ورمى الكرة في ميدانها و جعلها في موقع المسؤول الوحيد عن ايجاد حل للازمة”.
قد يهمك ايضا:
المغرب يستدعي سفير إسبانيا بالرباط ويطالب بـ “التفسير”
المغرب يُدين تعمُّد نشر الرسوم المسيئة للنبي ويُصدر بيانًا شديد اللهجة