الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، ناصر بوريطة، أن المغرب لن يوقِّع على أي اتفاقات جديدة خارج سيادة المملكة على الصحراء، مشيرا إلى أن الآلة الدعائية لجبهة البوليساريو تروِّج لمعلومات ومفاهيم خاطئة منذ صدور قرار محكمة العدل الأوروبية يوم الثلاثاء الماضي بخصوص اتفاقية الصيد بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وأوضح بوريطة في مقابلة مع "المغرب اليوم" أن الحُكم الذي أصدرته محكمة العدل الأوروبية لم يشر أبدا إلى عدم قدرة المغرب على توقيع اتفاقات دولية تشمل منطقة الصحراء، مضيفا أن المغرب لن يقوم مستقبلا بإجراء أي اتفاق كيفما كان، إذا كان يستثني الصحراء من المغرب. وعن اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، أبرز وزير الخارجية أن الاتفاقية الأخيرة ستنتهي في الرابع عشر من يوليو/تموز المقبل، وأن المغرب مستعد لبدء مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لتجديد اتفاقية الصيد، مذكرا في نفس الوقت بأن محكمة العدل الأوروبية أصدرت قرارا يختلف كثيرا عن خلاصات المدعي العام في القرار غير الملزم الصادر في العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي، والذي دعا إلى إلغاء اتفاقية الصيد البحري، مدعيا أن المغرب قام بخرق حق تقرير المصير.
وتمسَّك بوريطة بتضمين الأقاليم الصحراوية إلى الاتفاقات الدولية المستقبلية للمغرب، بما في ذلك اتفاقية الصيد البحري، ضاربا المثل بالاتفاق الزراعي، الذي لم يفصل الصحراء عن المغرب ولم يحدد للأقاليم الجنوبية وضعا خاصا.
وبخصوص النزاع القائم بشأن الصحراء، قال بوريطة إن جبهة البوليساريو لعبت ورقة حقوق الإنسان في "حربها" مع المغرب بين 2005 و2010، وأنها فشلت في إلحاق الضرر بالمغرب، مشيرا إلى أن البوليساريو جربت أيضا "حرب الثروات الطبيعية في الصحراء"، قبل الانتقال إلى شن حرب قانونية على المملكة، عبر رفع دعاوى ضد المغرب.
وأبرز بوريطة أن صوت المغرب في مؤسسة الاتحاد الأفريقي يحظى بالمصداقية، مبينا أن النزاع حول الصحراء من اللازم أن يخرج من منطق الابتزاز، الذي يسعى خلفه خصوم الوحدة الترابية للمملكة. أما بخصوص أزمة قطر، فقد أشار بوريطة إلى أن المغرب يقوم منذ مدة بتفعيل دور الوساطة لإيجاد مخرج لهذه الأزمة، مؤكدا أن موقف المملكة كان واضحا منذ بداية هذه الأزمة.
وبيَّن وزير الخارجية أن المغرب معني عن قرب بما يقع في منطقة الخليج، نظرا إلى العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمعه بباقي دول المنطقة، إلى جانب الشراكات الاستراتيجية وعلاقات التعاون بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي. وأضاف بوريطة أن المغرب يتحاور مع جميع الأطراف المعنية بهذا الصراع ولا يتردد في تقديم الحلول التي من شأنها أن ترضي جميع الأطراف.