الرباط - المغرب اليوم
خلف الإشعاع الذي يمكن أن تقدمه تظاهرة من حجم كأس العالم للبلد المنظم ومزاعم الأرباح، التي يمكن أن تحققها، حقائق صادمة عن خسائر كبيرة ودمار يلحق اقتصادا لهذا البلد، فوفقًا لما أوردته يومية "الصباح" في عددها الصادر، الخميس، فإن دول أوروبا وأميركا قادرة على تحمل تنظيم كأس العالم بالنظر إلى توفرها على بنيات تحتية مؤهلة ومستغلة بشكل جيد ودائم، ولكن بلدًا مثل المغرب سيعاني كثيرًا إذا نظم التظاهرة، بالنظر إلى حجم الاستثمارات التي عليه القيام بها والتي يصعب تدبيرها وجعلها ذات مردودية بعد انتهاء المسابقة، لئلا تصبح عبئًا كبيرًا.
ويظهر هذا المعطى في حالة الملاعب التي شيدتها جنوب أفريقيا لتنظيم مونديال 2010، والملاعب التي بنتها اليونان لتنظيم كأس أوروبا 2004، والتي توجد في حالة يرثى لها، بسبب عجز المسؤولين عن استغلالها واستثمارها بشكل يسعف في الاستفادة منها وتغطية الديون الناجمة عن بنائها.
وراهن الاتحاد الأوروبي على تنظيم اليونان لكأس أوروبا وبعد الألعاب الأولمبية 2008، لتقديم دفعة لاقتصاد هذا البلد لكن العكس هو الذي حصل تمامًا، إذ دخلت أثينا في أكبر أزمة اقتصادية وسياسية في تاريخها، ولم يستخلص المغرب العبرة من كأس العالم للأندية التي نظمها في وقت سابق، وتسببت له في خسائر مالية وسياسية كبيرة، فالخسارة المالية تقدر بـ150 مليار سنتيم دون احتساب تكلفة الملاعب الثلاثة التي احتضنت المسابقة ''أغادير ومراكش والرباط''، أما الخسارة السياسية فتمثلت في التي تلقتها صورة المغرب عندما تابع العالم تحول ملعب مولاي عبدالله إلى بركة مياه كبيرة خلال مباراة الافتتاح.