طوكيو - فيفا
تشكل كأس العالم تحت 17 سنة الإمارات 2013 FIFA، حسب نائب رئيس الإتحاد الياباني لكرة القدم كوزو تاشيما، اختباراً حقيقياً لبرامج التطوير في بلاد الساموراي وفرصة سانحة للأشبال اليابانية لتكتسب تجربة وخبرة كبيرتين إن كانوا يطمحون لحمل قميص الكبار مستقبلاً. ففي حوار حصري خص به موقع FIFA.com، صرح السيد تاشيما أن الحدث العالمي سيكون "ناجحاً"، مؤكداً على أن تحقيق الفوز لا يندرج ضمن الأهداف الأساسية التي يصبو إليه الشباب الياباني. وفي السياق شرح قائلاً: "أنا متأكد أن الإتحاد الإماراتي لكرة القدم سينظم بطولة رائعة. بطبيعة الحال نريد الفوز، إلا أنني لا أعتقد أنه يتعين علينا التركيز بشكل مفرط على النتائج." استكمل منتخب اليابان تحت 17 سنة استعداداته في معسكر تدريبي أجراه على أرضه خلال الشهر الجاري؛ وعند بداية هذا المعسكر حثّ المدرب هيروفومي يوشيتاكي لاعبيه على رفع التحدي الذي ينتظرهم في الإمارات العربية المتحدة. وبهذا الصدد صرح الرجل الذي قاد اليابان لدور ربع النهائي سنة 2011 قائلاً: "كأس العالم القادمة ليست هدفنا الأول، إنها فرصة لاكتساب تجربة ثمينة. سنعمل بجدٍ وسنستعد على أحسن ما يرام لنذهب إلى أبعد الحدود في هذه البطولة." وكان تاشيما ضمن الكوكبة التي بذلت جهوداً جمّة من أجل تكوين مدربين ولاعبين يابانيين منذ تسعينات القرن الماضي، كما تحمّل مسؤولية تدريب منتخب تحت 17 سنة خلال بطولة 2001. ويأمل أن تشهد نسخة 2013 بروز نجمٍ جديدٍ يقتفي آثار شينجي كاجاوا، وسط ميدان هجومي مانشستر يونايتد، ويوتو ناجاتومو مدافع إنتر ميلان. وفي هذا المقام، أوضح تاشيما قائلاً: "ستكون كأس العالم تحت 17 سنة أول بطولة عالمية يحتك خلالها لاعبونا بمستوى لاعبي منتخبات أخرى، ولهذا ستشكل تجربة لا تقدر بثمن لهم." واسترسل مبرزاً أنها "ستؤثر بشكل كبير على اللاعبين والمنتخبات على حدٍ سواء. وبما أن اليابان تُعد جزيرة معزولة جغرافياً، فإننا لا نحظى بفرص عديدة للعب بانتظام ومقارعة خصوم من العيار الثقيل في هذه الفئة العمرية. ستظهر لنا كأس العالم هذه مستوانا على الصعيد العالمي، وهو أمر بالغ الأهمية. سيقف لاعبونا على الأمور التي تنقصهم لكي يصبحوا أكثر تنافسية وقوة ويطوروا مستواهم بشكل كبير." وأردف قائلاً: "بطبيعة الحال نريد الفوز، إلا أن الأهم بالنسبة لنا هو أن يُقدّم لاعبونا أفضل ما في طاقتهم ويثبتوا قدرتهم على مجابهة لاعبين من الخارج. لا أعتقد أنه علينا أن نركز بشكل مفرط على النتيجة؛ إذا لعبنا بكل قدراتنا وأظهرنا مهاراتنا فأنا على يقين أن ذلك سيساعد عناصرنا في المضي قدماً على درب التطوير." أهداف كبيرة شارك منتخب اليابان تحت 17 سنة خلال الصيف الماضي في بطولات داخل وخارج الوطن، أبرزها مسابقة الشباب الدولية فاكليف جيزيك في جمهورية التشيك التي احتلوا ضمنها المركز السادس. وبعد مباراة اليابان الأخيرة التي انهزمت خلالها أمام تركيا بثلاثية نظيفة، طلب يوشيتاكي من لاعبيه أن يبادروا أكثر ويطمحوا للأفضل عندما يشاركون في نسخة الإمارات العربية المتحدة 2013. وسيقاس المستوى الذي أدركه المنتخب الياباني خلال العرس الكروي القادم عندما يواجه ضمن مجموعته منتخبات تونس وروسيا وفنزويلا. وعلى صعيد سياسة التدريب والعناية بالمواهب، أبرز تاشيما أن برامج التطوير التي تبنتها اليابان تنجب لاعبين سيضمنون نجاح الكرة الوطنية على المستوى البعيد: "نطمح لأن نصبح قوة كروية عالمية لأننا نملك البنيات التي بإمكانها أن تساعدنا في تطوير قدرات اللاعبين وتقويتها ضمن جميع الفئات العمرية." وعوض تكوين منتخبات مستقلة في مختلف الفئات العمرية، تهدف هذه البرامج إلى صقل مواهب اللاعبين الذين بإمكانهم الإنصهار في مستوى أكبر وتقديم أداء منتظم وإن تغيّر المدربون. وفي هذا السياق قال تاشيما شارحاً: "تتميز الكرة اليابانية بالقدرة على امتلاك الكرة والإعتماد على التمريرات والحركات السريعة عند الهجوم عبر الأطراف وأمام المرمى؛ أعتقد أننا وضعنا أسلوباً كروياً خاصاً بنا وأننا صقلنا مواهبنا الأساسية بالإرتكاز على روح العمل والمثابرة وعدم الإستسلام. ويمكننا أيضاً أن نفخر بالتزامنا باللعب النظيف." تدرجت غالبية عناصر المنتخب الياباني تحت 17 سنة في برامج أكاديمية الدوري المحلي التي تغبطها الأندية في آسيا وعبر العالم. وضمن المجموعة الكبيرة التي حضرت المعسكر التدريبي هذا الشهر كان هناك لاعبون ينتمون لفرق شباب أوراوا ريدز وجامبا أوساكا وكاشيوا ريسول وسانفريتشي هيروشيما، وهي كلها أندية سبق لها أن تأهلت إلى كأس العالم للأندية FIFA. وسيخوض اللاعبون الذين اختيروا للمشاركة في نسخة الإمارات 2013 معسكراً تدريبياً سيقام ابتداءاً من 7 أكتوبر/تشرين الأول من أجل الإستعداد للمباراة الإفتتاحية أمام روسيا يوم 18 من الشهر ذاته. تجدر الإشارة في هذا السياق أن الدوري الياباني للمحترفين خرج إلى الوجود قبل عشرين سنة فقط؛ وفي بداية تسعينات القرن الماضي، أعاد الإتحاد الياباني لكرة القدم النظر في برامج تطوير الشباب والمدربين. وفي هذه الفترة، شكل انطلاق الدوري الممتاز نقطة تحول مهمة في المسار الكروي في هذا البلد. وتقوّت هذه الجهود بمحاولات لتدعيم أداء المنتخب الوطني قبيل نهاية كأس العالم كوريا/اليابان 2002 FIFA. فقد تلا تدشين أكاديمية الإتحاد الياباني لكرة القدم في فوكوشيما سنة 2006، إطلاق معاهد شبيهة في كوماموتو وأوساكا عنت بتدريب لاعبين من المستوى العالي. وجاء تحول اليابان من اسم مغمور في عالم الساحرة إلى عملاق مهاب الجانب في آسيا سنة 1960، عندما تم استقدام الألماني الغربي ديتمار كرامر لتدريب المنتخب الوطني. ومنذ ذلك الحين، استفادت بلاد ساموراي من خبرة بلدان رائدة مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا في كيفية تطوير مستوى اللاعبين وإقامة دوري للمحترفين. ومن يدري فقد تؤتي الإمكانيات التي تم تسخيرها لتطوير كرة القدم اليابانية منذ تسعينات القرن الماضي ثمارها خلال العرس العالمي الذي ستحتضنه الإمارات العربية المتحدة في الأسابيع القليلة القادمة!