روما - أ.ف.ب
كشف الحارس الدولي الإيطالي جانلويجي بوفون انه لا يعتزم تعليق قفازيه طالما ان "الازوري" يرغب به. وأصبح بوفون (35 عاماً) على بعد مباراتين فقط من معادلة الرقم القياسي لأكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب الإيطالي والمسجل باسم فابيو كانافارو (136 مباراة)، وهو سيتمكن من تحقيق هذا الأمر في مباراة الثلاثاء المقبل ضد تشيكيا في تصفيات مونديال 2014 وذلك لأن "الأزوري" يلتقي مع بلغاريا أيضاً الجمعة. وسترتدي مباراة الثلاثاء أمام تشيكيا في تورينو أهمية مضاعفة لبوفون لأن بإمكان إيطاليا أن تحجز مقعدها في نهائيات مونديال 2014 حيث من المتوقع أن يقف بوفون بين الخشبات الثلاث على أمل تكرار سيناريو 2006 حين قاده بلاده للقبها العالمي الرابع. "بالنسبة لي أن ألعب وأمثل بلدي هو أمر لا أعتبره تحصيل حاصل"، هذا ما قاله حارس يوفنتوس مضيفاً "لا يحصل الكثير من اللاعبين على هذه الفرصة ولهذا السبب لا يمكنني أبداً أن اقول لقد اكتفيت، لان ذلك سيكون مماثلاً للانشقاق". ويحمل بوفون مسؤولية مزدوجة في المنتخب الإيطالي اذ أنه القائد إلى جانب كونه صمام الأمان. وكانت كأس أوروبا الأخيرة التي اقيمت العام الماضي في بولندا وأوكرانيا والتي وصلت فيها إيطاليا إلى النهائي قبل أن تخسر أمام أسبانيا (0-4)، البطولة الكبرى الأولى لبوفون كقائد رسمي لمنتخب "الازوري" وقد نال هذه الشارة بعد اعتزال كانافارو بالذات، علماً بأنه كان القائد في كأس أوروبا 2008 بسبب اصابة الأخير بالذات. وسيكون بوفون في مونديال 2014 (في حال تأهل إيطاليا ومشاركته شخصياً) مؤثراً جداً مرة أخرى في "سكوادرا ازورا"، و لا يبدو أن مدرب المنتخب الإيطالي الحالي تشيزاري برانديلي مستعداً للتخلي عن حارس يوفنتوس الذي اجبر منافسيه الحاليين على حراسة مرمى "الازوري" فيديريكو ماركيتي وسالفاتوري سيريغو على الاكتفاء بخوض 10 و6 مباريات على التوالي مع المنتخب الوطني. ويبدو أن على حارسي لاتسيو وباريس سان جرمان الفرنسي الانتظار طويلاً لكي يحصلا على فرصتهما الدولية وذلك لأن قائد يوفنتوس لا يعتزم الاعتزال إلا عندما يشعر أن لا حاجة اليه بعد الان، وهو قال بهذا الصدد "اذا في يوم من الأيام لم يتم استدعائي وتم وضعي على مقاعد الاحتياط من أجل مصلحة المنتخب الوطني، فلا مشكلة لدي. أنا لست رئيس أو مالك المنتخب الوطني لكني لن اقول وداعاً إلا عندما يقولون لي بأنه لم يعد مرغوباً بي". من المؤكد أن بوفون ورغم تقدمه بالعمر ما زال يشكل صمام الأمان الاساسي في المنتخب الوطني ليس بسبب مركزه وحسب بل بسبب قدرته القيادية، ولم يأت اختيار حارس يوفنتوس من قبل الاتحاد الدولي للتاريخ والاحصاءات في كرة القدم كأفضل حارس مرمى في العالم خلال العقدين الاخيرين من فراغ لان "جيجي" هو ملهم "الازوري". لعب بوفون دوراً اساسياً في قيادة إيطاليا إلى لقب مونديال ألمانيا 2006 حيث حافظ على نظافة شباكه في 5 مباريات خلال النهائيات ولم يتلق مرماه سوى هدفين، الاول بنيران صديقة سجله عن طريقه الخطأ زميله كريستيانو زاكاردو ضد الولايات المتحدة والثاني من ركلة جزاء سجلها زين الدين زيدان خلال المباراة النهائية ضد فرنسا. ويحلم بوفون في أن يتمكن في البرازيل من تعويض خيبة مونديال جنوب أفريقيا 2010 الذي خرج منه الإيطاليون من الدور الأول، وان يؤكد أنه أفضل من وقف في عرين "سكوادرا ازورا" بعد ان تمكن من ان يزيح الاسطورة دينو زوف عن المركز الثالث في قائمة أكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب ثم ازاح باولو مالديني واصبح على بعد مباراتين من كانافارو. وبدأ بوفون مسيرته مع المنتخب الأول في الـ19 من عمره عندما حل بدلاً من جانلوكا باليوكا المصاب خلال تصفيات مونديال 1998 أمام روسيا ثم فرض نفسه تدريجياً في المنتخب وكان الحارس الأساسي في تصفيات كأس أوروبا 2000 إلا أن الاصابة حرمته من المشاركة في النهائيات التي وصلت فيها بلاده إلى المباراة النهائية قبل أن تخسر أمام فرنسا بالهدف الذهبي. ولم يغب بوفون عن الأحداث الكبرى مع منتخب بلاده منذ حينها حيث كان أساسياً في مونديال 2002 وكأس أوروبا 2004 ومونديال 2006 وكأس أوروبا 2008 حيث ارتدى شارة القائد بسبب غياب زميله كانافارو بسبب الاصابة ومونديال 2010 وكأس أوروبا 2012. ويعتبر بوفون خير خلف لحراس متميزين دافعوا عن مرمى "الازوري" أمثال جانبيارو كومبي والدو اوليفييري ودينو زوف، وهو يأتي من عائلة رياضية بامتياز، اذ ان والدته ماريا ستيلا ماسوكو كانت بطلة إيطاليا في رمي القرص، ووالده ادريانو كان يمارس رياضة رفع الاثقال، وشقيقتيه فيرونيكا وغويندالينا تمارسان كرة الطائرة، وعمه انجيلو ماسوكو كان لاعب كرة سلة، وقريب والده لورنزو بوفون كان حارساً دولياً متميزاً في الخمسينات والستينات وهو لعب مع ميلان وجاره انتر ميلان وفيورنتينا وتوج بلقب الدوري الإيطالي 5 مرات بين 1950 و1963.