الرباط - كمال العلمي
بعد الشروع في تزويد الأسواق بأضاحي العيد، تجددت مخاوف المغاربة من توسع نشاط الوسطاء والمضاربين، أو ما يُعرف في العامية المغربية بـ”الشنّاقة”، لما لذلك من تأثير على الأسعار.وأطلق عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات من أجل اتخاذ إجراءات تروم التصدي للمضاربة في أضاحي العيد قبل شهر وبضعة أيام على موعده، لضمان تحكم في الأسعار يتلاءم مع الوضعية الاقتصادية لعدد كبير من الأسر المغربية المتضررة في السنوات الأخيرة نتيجة غلاء أسعار المواد الأساسية والتضخم الذي تشهده البلاد.
التحكم في أسعار أضحية العيد كان حاضرا خلال أشغال المجلس الحكومي، أمس الأربعاء، إذ أكد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، في ندوة صحافية، عمل الحكومة على ضمان عرض وفير من الأضاحي قبيل العيد على مستوى مختلف نقط البيع، إلى جانب عدد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في التحكم في الأسعار.
أسواق منظمة
بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، قال إن السبيل الناجع للتصدي لتأثير المضاربين، هو “إحداث أسواق خاصة لبيع أضاحي العيد لا يُسمح بدخولها وممارسة عملية البيع بها إلا لأصحاب المواشي أو من يسمون الكسّابة”.وأضاف الخراطي، ضمن تصريح، أن “العملية السنوية لتسويق أضاحي العيد تحقق معاملات مالية تتراوح بين 50 و70 مليار سنتيم في ظرف شهر إلى شهر ونصف”، وهو ما اعتبره “دافعاً للجوء الحكومة المغربية إلى تنظيمها (العملية) لقطع الطريق على المضاربين وحماية القدرة الشرائية للمغاربة من جهة، وتحصيل جبايات لفائدة خزينة الدولة من جهة أخرى”.واقترح المتحدث ذاته أن “ترفع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات يدها عن تسويق أضاحي العيد وتكتفي بمتابعة عملية الإنتاج”، معتبرا أن عملية التسويق “عملية تجارية يجب أن يُوكل تنظيمها والحرص على ضمان المنافسة فيها إلى وزارة التجارة”.
توعية المستهلك
وديع مديح، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك، يرى أن التصدي لأنشطة المضاربين في أسواق الأضاحي، “رهين برفع وعي المستهلك بدوره في التحكم في أسعار السوق وموقعه الأساسي والمحوري في هذه الدورة الاقتصادية”.وشدد مديح، ضمن تصريح، على ضرورة وعي المواطن (المستهلك) بقدرته على التصدي لرفع الأسعار في الأسواق نتيجة المضاربات أو استغلال جميع المتدخلين في هذه العملية التسويقية-من فلاحين ومربي المواشي وبائعي الأعلاف-لهذه الظرفية من أجل تحقيق أرباح مضاعفة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الحكومة المغربية تقرّ بصعوبة الوضعية المائية وتُسارع لتدارك تأخر إنجاز مشاريع كبرى
بايتاس يؤكد أن موقف المغرب من التطورات في فلسطين "ثابت واضح ولا غبار عليه"