الرئيسية » أخبار الاقتصاد
المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

واشنطن ـ يوسف مكي

أعلنت كل من الولايات المتحدة والصين، تأجيل المضي قدما في المفاوضات التجارية الجارية بينهما، وأن «الاتفاق الأولي» الذي كان مرتقبا الوصل إليه قبل 15 ديسمبر (كانون الأول) الجاري ربما جرى إرجاؤه إلى أجل غير مسمى، حتى يتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين على آلية تلتزم بكين بمقتضاها بشراء كميات ضخمة من المنتجات الزراعية الأميركية.

وأشار المسؤولون في بكين وواشنطن إلى أن يوم الأحد المقبل «ليس هو الموعد النهائي» للتوصل إلى ما يسمى بـ«المرحلة الأولى»، التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب سابقا. وعلى الرغم من أن هذا هو التاريخ الذي حدده ترمب لزيادة التعريفات على 165 مليار دولار من البضائع الصينية، أشار المسؤولون إلى أنه يمكن تمديد هذا التاريخ، كما حدث عدة مرات عندما اعتقد الجانبان أنهما على وشك التوصل إلى صفقة.
وقال مسؤولون صينيون وأميركيون مشاركون في المحادثات إنهم ليس لديهم موعد نهائي محدد للتوصل إلى اتفاق مبدئي كمرحلة أولى. وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، في ظهور تلفزيوني إنه «لا توجد مواعيد نهائية تعسفية»، وهو ما تم تأكيده من قبل المفاوضين التجاريين من البلدين أمس.

وقال كودلو إن فرض تعريفات في 15 ديسمبر: «لا تزال مطروحة» إذا لم يكن الرئيس ترمب سعيداً بنتيجة المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وأضاف خلال اجتماع مجلس الرؤساء التنفيذيين في وول ستريت جورنال، أمس: «إذا لم يكن الأمر نوع الصفقة التي يريدها الرئيس، فستعود الرسوم المقررة في 15 ديسمبر إلى مكانها»، مشيرا إلى أن إزالة بعض التعريفات الحالية جزء من التفاوض مع المسؤولين الصينيين حول صفقة المرحلة الأولى.

من جانبه، أشار وزير التجارة الأميركي، ويلبر روس، إلى أن إعادة فرض الرسوم مرتبط بنتاج المفاوضات مع الجانب الصيني. وقال على شبكة فوكس للأعمال، أمس: «من المهم للغاية الحصول على صفقة جيدة للولايات المتحدة»، مشيرا إلى أن «التعريفات ستطبق. حتى إذا لم يكن لدى الطرفين صفقة بحلول التاريخ».

وقال مستشار البيت الأبيض، جاريد كوشنر، وهو صهر الرئيس ترمب، إن المحادثات «تسير في اتجاه جيد»، مشيرا إلى أنه لا يعرف إذا كان الرئيس ترمب سيتخذ قرارا بإعادة التعرقات أم لا إذ لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

ومنذ بدء المحادثات، يلتقي المفاوضون على مستوى العمل في معظم الأيام، ولكن اعتبارا من يوم الجمعة الماضي، لم يتحدث كبار المفاوضين من كلا الجانبين لمدة 10 أيام. وركز الممثل التجاري الأميركي، روبرت لايتهايزر، بدلا من ذلك على محاولة إقناع المكسيك بالموافقة على شروط اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وتتمثل أكبر مشكلة في المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، في مطالبة واشنطن بأن تضمن الصين تعهدها بشراء المزيد من فول الصويا والدواجن وغيرها من المنتجات الزراعية الأميركية. وتشمل القضايا الأخرى التي تكمن في لب الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، انتهاك الصين لحقوق الملكية الفكرية للشركات الأميركية، وضغط بكين على الشركات الأميركية لتسليم التكنولوجيا قسرا كشرط للاستثمار في الصين.

بالنسبة لواشنطن، تعتبر المشتريات محور الصفقة المحدودة. وأوضح ترمب أن شراء المزيد من المنتجات الزراعية يمثل أولوية قصوى بالنسبة لأي اتفاق قريب الأجل مع بكين. وجدير بالذكر أن ترمب يركز على المزارعين الأميركيين باعتبارهم شريحة أساسية من الناخبين تضمن إعادة انتخابه العام المقبل. وتشير دراسة حديثة أجراها معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، إلى أن الجمهوريين خسروا خمسة مقاعد في انتخابات الكونغرس 2018 بسبب حرب التعريفات التي شنها ترمب على الصين وغيرها من الدول.

وتصر واشنطن على التزام الصين بشراء كميات محددة من المنتجات الزراعية الأميركية كشرط لاستئناف المحادثات. فيما يريد الجانب الصيني ربط هذا الالتزام المسبق، بمقدار الإعفاءات الجمركية الذي ترغب الولايات المتحدة في تمديده على الفور. ومن غير الواضح إلى أي مدى تضغط الولايات المتحدة، على الرغم من أن وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين قال إن الصين التزمت بمشتريات سنوية تتراوح بين 40 و50 مليار دولار في السنة خلال السنة الثانية من الصفقة.

ويقول المفاوضون الصينيون إن عمليات شراء مضمونة ستنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية وتتسبب في احتكاكات بين الصين وشركائها التجاريين الآخرين. كما تسعي بكين بجدية لحث أميركا على إلغاء رسوم شهر ديسمبر، وتخفيف أجزاء من التعريفة الجمركية الحالية على 360 مليار دولار من الواردات الصينية. وهو ما ترفضه واشنطن بشدة، وتعتبر أن هذه نقطة ضغط تعتبر أساسية لإبقاء الجانب الصيني منخرطاً في مفاوضات بشأن القضايا المعقدة مثل الإعانات ونقل التكنولوجيا القسري.

وفي حالة تم المضي قدما في فرض التعريفات الأسبوع المقبل، فسيكون لذلك آثار سلبية على البلدين. وأظهرت أحدث البيانات الرسمية أن صادرات الصين إلى الولايات المتحدة تراجعت بنسبة 23 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على أساس سنوي بسبب التعريفات الأميركية.

 وقد يهمك أيضا :  

الاتحاد الأوروبي يمنح المغرب دعمًا ماليًا بقيمة 102 مليون يورو

البنك الدولي يقدر حجم خسائر الاقتصاد الناتجة عن حرائق غابات أندونيسيا بنحو 5.2 مليار دولار

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

يونس السكوري يكشف عن جهود الحكومة المغربية لتحفيز الاقتصاد…
وزيرة الاقتصاد والمالية المغربية تُؤكد أن نسبة التضخم انخفضت…
نادية فتاح العلوي تؤكد أن الحكومة المغربية متفائلة جداً…
البنك الدولي يدعم ميناء طنجة المتوسط لتوسيع نشاطه التجاري…
وزير التجارة المغربي يبحث فرص الشراكة والاستثمار مع كبار…

اخر الاخبار

هنغاريا تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي لتسوية نزاع الصحراء
الرئيس عباس يصدر إعلانا دستوريا يتعلق برئاسة السلطة الفلسطينية
هوكشتاين يقول ما حصل في لبنان ليس هدنة بل…
مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك

فن وموسيقى

سعد لمجرد يُصدر أغنيته الهندية – المغربية الجديدة «هوما…
المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…
منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي…
ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…

رياضة

محمد صلاح آقرب إلى الرحيل عن ليفربول لعدم تقديم…
مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي

صحة وتغذية

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل…
التغذية السليمة سر الحفاظ على صحة العين والوقاية من…
أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…

الأخبار الأكثر قراءة

البنك الدولي يقدم توصيات لتحفيز الإنتاج بمقاولات القطاع الخاص…
النفط يعاود ارتفاعه مع استمرار عدم اليقين في الشرق…
عجز الميزانية في المغرب يتراجع إلى 26 مليار درهم…
المغرب وموريتانيا يُعززان التعاون الثنائي في قطاع الصناعة التقليدية…
غورغيفا تؤكد أنه يجب على صندوق النقد إجراء التغيير…