الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
كشفت كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي جميلة المصلي، أن تكوين الصناع والحرفيين عامل مهم في تقدم المشاريع المرتبطة بالصناعة التقليدية، مبرزة أن تطوير وتأهيل التكوين المهني بقطاع الصناعة التقليدية يعتبر ورشا استراتيجيًا مهمًا.
وأكدت المصلي في مقابلة خاصة مع "المغرب اليوم" أن التكوين يُعطي الخبرة العملية والعلمية في العديد من الميادين الحرفية، وبالتالي يُحسن كفاءات المؤسسات والمقاولات الحرفية بهدف الرفع من قابلية التشغيل، مشيرة إلى أنه المجال المناسب بالنسبة للمتدربين والمتدرجين لولوج سوق العمل، والسبيل الأنسب لخلق مقاولات ذاتية.
وأضافت المصلي أن الوزارة تعمل على تأهيل التكوين المهني من خلال الرفع من جودة الفضاءات المخصصة للتكوين، وزيادة الطاقة الاستيعابية، وخلق أنماط جديدة للتكوين والرفع من كفاءات المؤطرين والمكونين.
واعتبرت كاتبة الدولة أن هناك مجموعة من التحديات والإصلاحات التي يجب القيام بها لتطوير القطاع، رغم الجهود المشتركة المبذولة من أجل تأهيل منظومة التكوين المهني في فنون وحرف الصناعة التقليدية، مشيرة إلى أنه بالرغم من إحداث مراكز جديدة والرفع من الطاقة الاستيعابية، يحتاج التأهيل إلى حكامة جيدة في التدبير، وموارد بشرية مؤهلة، وهندسة دقيقة تسمح بتكوين جيد.
وأكدت المصلي في موضوع آخر، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أعطت دفعة قوية للتعاونيات بواسطة الدعم الذي وفرته لهذه المقاولات في إطار المشاريع المدرة للدخل، بالإضافة إلى المشاريع القطاعية الأخرى، والتي تقدم المساعدة للتعاونيات مثل مخطط المغرب الأخضر، وبرنامج "أليوتيس" للصيد البحري.
وشددت كاتبة الدولة على أن التعاونيات تشكل عنصرًا مهما في التنمية المحلية وفي النسيج الاقتصادي الوطني، مبرزة في هذا السياق أن عدد التعاونيات في المغرب تجاوز 20 ألف تعاونية، ضمنها 2677 تعاونية نسائية بنسبة 14 في المائة، وينشط 67 في المائة من التعاونيات في القطاع الزراعي، و16 في المائة منها في أنشطة الصناعة التقليدية، و6 في المائة في الإسكان، فيما تجاوز عدد المنخرطين في التعاونيات نصف مليون متعاون، 29 في المائة منهم نساء متعاونات.
وأوضحت المصلي أن تأسيس التعاونيات ارتفاعا ملحوظا عقب دخول القانون الجديد رقم 112.12 المتعلق بالتعاونيات إلى حيز التنفيذ، وذلك بمعدل 3500 تعاونية سنويا، وتسليم 1.100 شهادة مصادقة على التسمية شهريا، إضافة إلى اقتحام التعاونيات مجالات جديدة واعدة.
وأكدت المصلي أنه سيتم القيام بإحصاء وطني للتعاونيات، من أجل تحديث قاعدة البيانات المتعلقة بهذه التعاونيات، بغية التعرف على مكانة ومساهمة التعاونيات في المؤشرات الاقتصادية الوطنية وفي القيمة المضافة التي تحققها على مستوى الناتج الداخلي الخام، ومستوى الاستثمارات وإحداث مناصب الشغل، وإنتاج الثروة.
وكشفت المصلي من جهة أخرى، أهمية قطاع الصناعة التقليدية في إحداث فرص العمل، مشيرة إلى أنه يعد ثاني أكبر مُشغل في المغرب بعد قطاع الزراعة، مضيفة أن الوزارة حريصة على إحداث مجمعات للصناعة التقليدية في العالم القروي، وأن هناك حاليا شبكة لدور الصانعات تصل لـ84 دارا، هدفها التكوين وحماية الحرف من الاندثار وتوريث الحرف للأجيال ثم توفير مورد للنساء القرويات العاملات، كما أن هناك نسبا في المعارض تبلغ 20 في المائة، مخصصة للصناع التقليديين المنحدرين من العالم القروي.