لندن كاتيا حداد
أظهر تحليل حديث لأحد الفيروسات الأكثر انتشارًا بين النحل، وهو فيروس مشوَّه الجناح، أن الإنسان تسبب في انتشار المرض الذي فتك بأعداد كبيرة من النحل حول العالم، عقب رواج تجارة مستعمرات النحل.
وحوَّلت تجارة النحل الأوروبي وباء "عث الفاروا"، الذي يصيب النحل إلى وباء عالمي، ووجدت دراسة حديثة من جامعة إكستر، ساهمت فيها جامعة كاليفورنيا في بيركلي وجامعات شيفيلد وكامبريدج وسالفورد، ونشرت في مجلة ساينس العلمية، أن نحل العسل أبيس الأوروبي هو في الغالبية الساحقة مصدر لحالات من فيروس تشوه الجناح الذي أصاب النحل في جميع أنحاء العالم، والذي لا يعتبر قاتلًا بمفرده إلا إذا كانت تحمل النحلات سوس وباء "الفاروا" الذي اكتسح ملايين المستعمرات على مدى العقود الأخيرة.
<img alt="تجارة مستعمرات النحل تتسبَّب في انتشار وباء " الفاروا"="" القاتل""عث="" data-cke-saved-src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/almaghribtodaygcc2.jpg" src="http://www.almaghribtoday.net/img/upload/almaghribtodaygcc2.jpg" style="height:350px; width:590px">
ويتغذى الفاروا على يرقات النحل بينما يقتل الفيروس النحل الكبير، مما يؤدي إلى ضربة مزدوجة مدمرة للمستعمرة، ويؤدي هذا الوضع إلى زيادة المخاوف بشأن مستقبل النحل العالمي، وأثره على التنوع البيولوجي والأمن البيولوجي والزراعي والاقتصاد العالمي وصحة الإنسان.
وأكدت معدة الدراسة من جامعة إكستر، لينا ويلفيرت، أن هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تؤدي إلى استنتاجات، مفادها أن أوروبا هي العمود الفقري لانتشار المرض العالمي القاتل للنحل المتمثل في فيروس مشوه الجناح والفاروا، وأن هذا يدل على أن سبب انتشار المرض يعود بشكل كبير إلى الإنسان، ومن المتوقع أن المرض انتقل بين الدول القريبة من بعضها، لكن وجد العلماء على سبيل المثال أن الفيروس وصل إلى نيوزيلندا عبر النحل المصدَر من أوروبا.
وتابعت ويلفيرت بقولها: هذا ما يعزز بشكل كبير النظرية القائلة بإن وسائل النقل البشري للنحل هي المسؤولة عن انتشار المرض المدمر، ويجب علينا أن نفرض قيودًا صارمة على حركة النحل، ومن المهم أن يتخذ مربو النحل خطوات للسيطرة على الفاروا، ويمكن أن يؤثر المرض الفيروسي على الملحقات البرية.
وحلَّل الباحثون بيانات سلسلة من عينات الفيروسات مشوه الجناح في جميع أنحاء العالم، واستخدم الباحثون هذه المعلومات لتحديد انتشار الفيروس ووجدوا أن الوباء انتشر إلى حد كبير من أوروبا إلى أميركا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا، ووجدوا أن بعض الحركات كانت بين أوروبا وآسيا، وأنه لا يوجد أي نقل للنحل بين آسيا وأستراليا على الرغم من قربها منها.
وبحث الفريق أيضًا عينات من أنواع النحل المختلفة، التي يشتبه في نقلها المرض وخلصوا في النهاية إلى أن النحل الأوروبي كان السبب الرئيسي، وأوضح أستاذ علم الأحياء في جامعة شيفيلد، روغر بوتلن، بقوله: لقد وجدت دراستنا أن الفيروس شكل خطرًا كبيرًا على النحل في جميع أنحاء العالم، وكان السبب الأول لانتشاره التجارة وحركة تصدير النحل.
وأضاف بوتلن: ويعتبر النحل في غاية الأهمية لنظم الزراعة، وبالتالي فإن خطر انتشار المرض سيؤثر على الحيوانات والنباتات في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تكون العواقب مدمرة سواءً على الحيوانات الأليفة أو البرية، وخطر تطور فيروسات وجراثيم أخرى هي واحدة من الكثير من الأخطار المحتملة.